قدمت المدينة ففرغت من حاجات لا بد لي منها ، لقد سرت حتى أحل الشام ، حتى (١) أنزل حمص ، فإني سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «ليبعثنّ الله منها يوم القيامة سبعين ألفا لا حساب عليهم ، ولا عذاب عليهم ، مبعثهم فيما بين الزيتون وحائطها في البرث (٢) الأحمر منها» [٣٧٢٦].
خالفه غيره في الإسناد ، فقال : عن راشد ، عن أبي راشد ، عن معدي كرب بن عبد (٣) كلال أخي حمرة بن عبد كلال.
أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه ، ثم أخبرنا أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه ، أنا أبو علي (٤) ، أنا أبو نعيم ، نا سليمان ، نا عمرو بن إسحاق ، نا أبي ، نا عمرو بن الحارث ، نا عبد الله بن سالم ، عن الزّبيري ، عن راشد بن سعد : أن أبا راشد حدّثهم بردّه إلى معدي كرب بن عبد كلال أن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : سافرنا مع عمر بن الخطاب آخر سفرة إلى الشام فلما شارفها أخبر أن الطاعون فيها فقيل له : يا أمير المؤمنين ما ينبغي أن تهجم عليه كما أنه لو وقع وأنت فيها ما كان لك أن تخرج عنه ، فرجع متوجها إلى المدينة قال : فبينا نحن نسير من الليل إذ قال لي : اعرض عن الطريق ، فأعرض وأعرضت فنزل عن راحلته ثم وضع رأسه على ذراع جمله فنام ولم أستطع [أن] أنام (٥) ثم أنشأ يقول : ما لي ولهم ردّوني عن الشام ، ثم ركب فلم أسأله عن شيء حتى ظننا أنا مخالطو الناس قلت له : لم قلت ما قلت حين انتبهت من نومك؟ قال : إني سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «ليبعثنّ الله من بين حائط حمص والزيتون في البرث الأحمر سبعين ألفا ليس عليهم حساب ولا عذاب» ولئن رجعني الله من سفري هذا لأحتملن عيالي وأهلي ومالي حتى أنزل حمص ، فرجع من سفره ذلك فقتل [٣٧٢٧].
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا تمام بن محمّد ، أنا أبو عبد الله جعفر بن محمّد بن جعفر بن هشام الكندي ، نا أبو زرعة ، قال في الطبقة
__________________
(١) المختصر : ثم.
(٢) الأصل : «البرت» والصواب ما أثبت ، وقد مرّ ومرّ شرحها.
(٣) الأصل : عبد بن كلال.
(٤) كذا وقد جاء بعد «الحداد» ثم شطبت ، ولعل الصواب شطب «أنا أبو علي» أيضا فهي مقحمة ومكررة ، قياسا إلى سند مماثل.
(٥) الأصل : «أيام» والزيادة للإيضاح والمثبت عن م.