مساجد منابر وقنيّا وأجرى الفوّارة (١) التي في جيرون (٢) ، وذكر أنه وجد في تذكرته صدقة كل سنة سبعة آلاف دينار. وهو الذي أنشأ القيسارية المعروفة بالفخرية.
وكان قد سمع أبا عبد الله الحسين بن عبد الله بن أبي كامل.
حكى عنه الشريف أبو الغنائم عبد الله بن الحسن بن محمّد النسّابة الحسيني.
قرأت في كتاب الشريف أبي الغنائم النّسّابة : أردت المسير إلى دمشق فودعت الشريف فخر الدولة وكان إذ ذاك بمصر وقلت وقت توديعي له :
أستودع الله مولاي الشريف وما |
|
يحويه من نعم تبقى ويوليها |
فإنني عند توديعي لحضرته |
|
ودّعت من أجله الدنيا وما فيها |
فلما سمع البيتين أقسم عليّ أن أقيم فأقمت ، وأنعم عليّ وأنشدني أبياتا لقسّ (٣) بن ساعدة الإيادي (٤) :
علم النجوم على العقول وبال |
|
وطلاب شيء ما ينال ضلال |
ما ذا طلابك علم شيء أغلقت |
|
من دونه الأبواب والأقفال |
افهم فما أحد بغامض فطنة |
|
يدري متى الأرزاق والآجال |
إلّا الذي من فوق سبع عرشه |
|
فلوجهه الإكرام والآجال |
قرأت بخط أبي الفرج بن علي ، ذكر لي الشريف النسيب أن مولد الشريف فخر الدولة أبي يعلى حمزة في المحرم سنة تسع وستين وثلاثمائة ، وأن وفاته كانت في شهر ربيع الأول سنة أربع وثلاثين وأربعمائة (٥) ، قلت له : فسمع شيئا من الحديث؟ قال : نعم ، سمع من ابن أبي كامل في سنة سبع وأربعمائة ، قلت : فحدّث بشيء؟ فقال : الا ما علمت.
__________________
(١) عن الوافي بالوفيات وبالأصل «الفرارة».
(٢) باب جيرون ، أحد أبواب الجامع بدمشق ، بابه الشرقي ، فيه فوارة ينزل عليها بدرج كثيرة في حوض من رخام (معجم البلدان).
(٣) الأصل : لقيس.
(٤) الأبيات في النجوم الزاهرة ٥ / ٣٥.
(٥) انظر وفاته النجوم الزاهرة ٥ / ٣٥ والوافي بالوفيات ١٣ / ١٨٤ وفي خبر ورد في ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي ص ٨٣ ما يشير إلى أنه كان حيا سنة ٤٤٠ ه.