يريد : أنهم اختاروا الغزو على النساء ، قال ابن الكلبي : أول من عمل الرحال علاف وهو زبان أبو جرم ، ولذلك قيل للرحال علافية ، والمؤكد : الموثق الشديد الأسر ، ويروى : ترى العليفي عليه موفدا ، ومعناه : مشرفا. والخدب (١) : الضخم ، يريد به سنامه أو حفره جنبيه. والمبلد : هو الذي عليه لبدة من الوبر ، ويقال اطّرد السراب إذا خفق ولمع ، وقوله : ونجد الماء أي سال العرق ، يقال : نجد ينجد نجدا ، قاله الأصمعي وغيره ، وأراد بالماء الذي تورد العرق الذي يسيل من ذفري البعير أسود فيقطر ثم يصفر ، وتورّده تلوّثه ، شبّه لوثه بتلوث السّيد وهو الذئب ، إذا تلون فجاء من كل وجه وقول الله عزوجل : (فَكانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهانِ)(٢) من هذا.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو محمّد عبد الوهاب بن علي بن عبد الوهاب السكري ، أنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز الطاهري ـ قراءة عليه ـ قال : قرئ على أبي بكر أحمد بن جعفر بن محمّد بن سلم بن راشد الختّلي ، وأنا أسمع ، أنا أبو خليفة الفضل بن الحباب بن محمّد بن شعيب الجمحي ، نا أبو عبد الله محمّد بن سلام بن عبيد الله بن زياد الجمحي ، قال في الطبقة الرابعة من الشعراء الإسلاميين : حميد بن ثور أحد بني عمرو بن عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن (٣).
قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن ، عن أبي تمام علي بن محمّد ، أنا أبو بكر أحمد بن عبيد (٤) بن يبري ، أنا محمّد بن الحسين بن محمّد بن سعيد أبو [عبد الله](٥) الزعفراني ، نا أبو بكر بن أبي خيثمة ، قال حميد بن ثور الهلالي هو حميد بن عبد الله بن عامر بن أبي ربيعة بن نهيك بن هلال بن عامر بن صعصعة بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معدّ بن عدنان ، نسبه عبد الله بن أبي كريم المؤدب لنا عن أبي عمرو ـ يعني الشائي ـ.
__________________
(١) ورد بالأصل «خلدا» والذي هنا رواية معجم الأدباء للبيت وفي م : والخدب.
(٢) سورة الرحمن ، الآية : ٣٧.
(٣) ذكره الجمحي في الطبقة الرابعة من الشعراء الإسلاميين ص ١٧٦ ولم يزد على ذكر اسمه ولم ينسبه وفيه : حميد بن ثور الهلالي ، فقط كما في طبقات الشعراء المطبوع ط بيروت.
(٤) الأصل : عبيد الله ، خطأ ، انظر ترجمته في سير الأعلام ١٧ / ١٩٧.
(٥) زيادة للإيضاح عن الأنساب (الزعفراني) و «أبو» سقطت من م.