أنبأنا أبو عبد الله البلخي ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، أنا أبو علي بن شاذان ، أنا عيسى بن محمّد الطوماري ، نا أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب ، أخبرني عبد الله بن شبيب ، حدّثني زبير ، أخبرني أبي (١) : أن حميد بن ثور الهلالي دخل على بعض خلفاء بني أمية فلما دخل عليه قال : ما جاء بك؟ فقال :
أتاك بي الله الذي فوق من ترى |
|
وخير ومعروف عليك دليل |
ومطوية الأقراب (٢) أمّا نهارها |
|
فسيب (٣) وأما ليلها فذميل |
وقطعي إليك الليل حضنيه أتى |
|
أليف إذا هاب الجبان فعول |
أخبرنا خالي أبو المعالي القاضي ، أنا سهل بن بشر ، أنا أبو الحسن محمّد بن الحسين بن أحمد بن السّري ، أنا أبو محمّد الحسن بن رشيق العسكري ، نا يموت بن المزرّع ، نا أبو حاتم ، قال : سمعت الأصمعي يقول : الفصحاء من شعراء العرب في الإسلام أربعة : راعي الإبل النّميري ، وتميم بن مقبل العجلاني ، وابن أحمر الباهلي ، وحميد بن ثور الهلالي ، وكلهم من قيس عيلان (٤).
أخبرنا أبو المعالي أسعد بن صاعد بن منصور بن إسماعيل بن صاعد ، أنا جدي أبو القاسم منصور بن إسماعيل بن صاعد ، أنا أبو عبد الرّحمن السلمي ، أنا عبد الله بن الحسين بن محمّد الكاتب ، نا عبد الله بن نصر ، نا أحمد بن يحيى المصاحفي ، نا علي بن أحمد بن عمران الخنيسي ، قال : وجدت في كتاب أبي ، نا الهيثم بن عدي ، عن مجالد ، عن الشعبي ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لو لم يكن لابن آدم إلا الصحة والسلامة لكفاه بهما داء قاتلا» [٣٧٧٩].
قال الهيثم : فأخذ حميد بن ثور الهلالي فقال (٥) :
أرى بصري قد رابني بعد صحة |
|
وحسبك داء أن يصحّ ويسلما (٦) |
__________________
(١) الخبر في الأغاني ٤ / ٣٥٧ نقلا عن الزبير عن عمه.
(٢) الأقراب جمع قرب ، الخاصرة ، وقيل : القرب : من لدن الشاكلة إلى مراق البطن.
(٣) وفي الأغاني : «فنص» وتروى : فسبت ، كلاهما ضرب من السير.
(٤) الخبر في الوافي بالوفيات ١٣ / ١٩٣.
(٥) البيتان في الكامل للمبرد ١ / ٢٨٤ والأول في الشعر والشعراء ص ٢٣٠.
(٦) في المصدرين : أن تصح وتسلما.