رجل ممنوع ، ولم أذكر ما رأيت (١) فانهزمنا راجعين إلى مكة ، فأقمنا بمكة وقريش تسلم رجلا رجلا (٢).
فلما كان يوم الحديبية حضرت وشهدت الصلح ومشيت فيه حتى تمّ وكلّ ذلك أريد الإسلام ويأبى الله إلّا ما يريد ، فلما كتبنا صلح الحديبية كنت أنا أحد شهوده ، وقلت : لا ترى قريش من محمّد إلّا ما يسوؤها قد رضيت أن دافعته بالراح.
ولما قدم رسول الله صلىاللهعليهوسلم في عمرة القضية ، وخرجت قريش عن مكة ، كنت فيمن تخلف بمكة أنا وسهيل بن عمرو لأن يخرج رسول الله صلىاللهعليهوسلم إذا مضى الوقت وهو ثلاث فلما انقضت الثلاث أقبلت أنا وسهيل بن عمرو ، فقلنا : قد مضى شرطك فاخرج من بلدنا فصاح : يا بلال لا تغيب الشمس وأحد من المسلمين بمكة ممن قدم معنا.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني ، أنا تمام بن محمّد ، أنا جعفر بن محمّد ، نا أبو زرعة ، قال : وقال محمّد بن أبي عمر ، عن ابن عيينة ، عن عمرو ، عن الحسن بن محمّد : أن الحارث بن هشام وحويطب بن عبد العزّى ، وسهيل بن عمرو خرجوا إلى الشام للجهاد فماتوا بها.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد ، حدّثني ابن المقرئ وغيره ، قالوا : نا سفيان ، عن عمرو ، عن الحسن بن محمّد : أن الحارث بن هشام ، وسهيل بن عمرو ، وحويطب بن عبد العزّى حضروا عند عمر فأخرهم في الإذن فكلّموه فقال : ليس إلّا ما ترون ؛ فقال سهيل : دعي القوم فأجابوا ودعيتم فأبطأتم فلوموا أنفسكم ، فخرجوا إلى الشام فجاهدوا حتى ماتوا.
المحفوظ أن حويطبا لم يمت بالشام ، وإنما مات بالمدينة (٣) ، فلعله رجع إليها بعد خروجه إلى الشام.
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا علي بن عبد العزّى بن مردك ، أنا أبو محمّد بن أبي حاتم أخبرني عبد الله بن أحمد بن حنبل ،
__________________
(١) أسد الغابة والاستيعاب : ولم أذكر ذلك لأحد.
(٢) الخبر في الاستيعاب ١ / ٣٨٤ ـ ٣٨٥ أسد الغابة ١ / ٥٥٢ ٥٥٣ الوافي بالوفيات ١٣ / ٢٢٣. ١
(٣) هذا ما ذكره في الاستيعاب وأسد الغابة.