فالتمستها فوجدتها عند خزيمة بن ثابت الأنصاري : (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ)(١) فألحقتها في سورتها في المصحف ، ولهذا الحديث عندنا طرق.
وأخبرنا أبو المظفّر القشيري ، أنا أبو سعد ، أنا أبو عمرو ح.
وأخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر ، قالت : أنا إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، قالا : أنا أبو يعلى ، نا العباس بن الوليد النّرسي ، نا عبد الواحد بن زياد ، نا عثمان بن حكيم ، نا خارجة بن زيد ، عن عمه يزيد بن ثابت ، قال : خرجنا مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى البقيع فرأى ـ وفي حديث ابن المقرئ ، قال : فرأى ـ قبرا حديثا فقال : «ما هذا القبر» قالوا : فلانة مولاة فلان. ماتت ظهرا ، وأنت قائل (٢) فكرهنا أن نوقظك ، قال : فقام ـ زاد ابن حمدان : رسول الله صلىاللهعليهوسلم وقالا ـ فصفّنا خلفه وكبّر عليها أربعا ثم قال : «لا يموتنّ أحمد ما دمت بين أظهركم إلّا آذنتموني (٣)» قال : وأظنه قال : «فإن صلاتي له رحمة» [٣٨٢١].
أخبرنا أبو محمّد عبد الجبار بن محمّد البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ـ قراءة عليه ـ أنا أبو الوليد ، أنا محمّد بن إسحاق ، نا يونس بن عبد الأعلى أن ابن وهب أخبره ، قال : أخبرني ابن أبي الزّناد ، عن أبيه ، حدّثني خارجة بن زيد بن ثابت ، قال : قتل رجل من الأنصار وهو سكران رجلا آخر من الأنصار من بني النّجار في عهد معاوية ، ضربه بالشّوبق (٤) حتى قتله ولم يكن على ذلك شهادة إلّا لطخ وشبهة.
قال : فاجتمع رأي الناس على أن يحلف ولاة المقتول ثم يسلّم إليهم فيقتلوه ، فقال خارجة بن زيد : فركبنا إلى معاوية فقصصنا عليه القصة فكتب معاوية إلى سعيد بن العاص : إن كان ما ذكرنا له حقا أن يحلفنا على القاتل ثم يسلّمه إلينا ، فجئنا بكتاب معاوية إلى سعيد بن العاص ، فقال : أنا منفذ كتاب أمير المؤمنين فاغدوا على بركة الله تعالى ، فغدونا عليه ، فأسلمه إلينا سعيد بعد أن حلفنا عليه خمسين يمينا (٥).
__________________
(١) سورة الأحزاب ، الآية : ٢٣.
(٢) القائلة نصف النهار. قال قيلا وقائلة وقيلولة ومقالا ومقيلا ، وتقيّل : نام فيه ، فهو قائل (القاموس).
(٣) الأصل : «آديتموني» والمثبت عن م.
(٤) الشوبق بالضم خشبة الخباز ، معرّب.
(٥) الخبر نقله الذهبي في سير أعلام النبلاء ٤ / ٤٤١.