صفوان بن سليم إلى مكة ، فما وضع جنبه في المحمل حتى رجع.
قال (١) : ونا الحسن (٢) بن علي الوراق ، نا عبد الله (٣) بن محمّد بن عبد العزيز ، نا محمّد (٤) بن يزيد الآدمي ، نا أبو ضمرة أنس بن عياض قال : رأيت صفوان بن سليم ولو قيل له غدا القيامة ما كان عنده مزيد على ما هو عليه من العبادة (٥).
حدّثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل ـ إملاء ـ أنا أبو عبد الله الحميدي ، بإسناد ذكره ، عن عبد الغني سقط عني ذكره ، قال السبب الذي سمي له صفوان بن سليم أبو الحارث الزوج : أنا أبو أحمد المادرائي له صفوان بن سليم ، حدثهم ، حدّثنا الزبير بن بكار ، عن ذويب بن عمامة السهمي ، عن عبد العزيز بن محمّد قال :
رأيت صفوان بن سليم يعتمد في الصّلاة على عصا فكان يسمى هو وعصاه الزوج فصلّى إلى جنبه غلام من بني عامر بن لؤي فقال له : لا تزحمني بعصاك [فأكسرها](٦) على رأسك (٧) ، قال : فطرحها صفوان بن سليم في منزله ، فقيل له فيها ، فقال : إنما كنت أحملها للخير ، والآن أنا أخاف من الشرّ.
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنا جعفر بن أحمد بن الحسين ، أنا أبو علي بن شاذان ، أنا عبد الله بن إسماعيل بن إبراهيم ، نا أبو بكر بن أبي الدّنيا ، حدّثني محمّد بن الحسين ، حدّثني أحمد بن سهل ، حدّثني أبو علقمة المديني قال : كان صفوان بن سليم لا يكاد يخرج من مسجد النبي صلىاللهعليهوسلم ، فإذا أراد أن يخرج بكى وقال : أخاف أن لا أعود إليه.
__________________
(١) حلية الأولياء ٣ / ١٥٩ وتهذيب الكمال ٩ / ١١١ وسير الأعلام ٥ / ٣٦٦.
(٢) في الحلية : الحسين.
(٣) الحلية : عبيد الله.
(٤) في الحلية : «عبد العزيز بن يزيد الأدمي» خطأ.
(٥) عن المصادر السابقة : وبالأصل : «العادة».
(٦) زيادة لازمة للإيضاح.
(٧) بالأصل : رأسها.