السّلمي حسّان فقال لهم : «خذوه ، فإن هلك حسّان فاقتلوه به» ، فأخذوه فأسروه وأوثقوه ، فبلغ ذلك سعد (١) بن عبادة فخرج في قومه إليهم فقالوا (٢) : أرسلوا الرجل ، فأبوا عليه ، فقال : عمدتم إلى قوم رسول الله صلىاللهعليهوسلم تشتمونهم وتؤذونهم وقد زعمتم أنكم نصرتموهم ، فغضب سعد لرسول الله صلىاللهعليهوسلم ولقومه فنصروهم قال : ارسلوا الرجل فأبوا عليه حتى كاد أن يكون بينهم قتال ، ثم أرسلوه فخرج به سعد إلى أهله فكساه حلّة ثم أرسله ، فبلغنا أن السّلمي دخل المسجد ليصلّي فيه ، فرآه رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : «من كساك كساه الله من ثياب الجنّة» فقال : كساني سعد بن عبادة [٥٢٠٨].
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا عبد الوهاب بن أبي حيّة ، أنا محمّد بن شجاع البلخي ، أنا محمّد بن عمر الواقدي (٣) ، قال : فحدّثني عبد الحميد بن جعفر ، عن ابن رومان ، ومحمّد بن صالح ، عن عاصم بن عمر ، وعبد الله بن يزيد بن قسيط ، عن أبيه (٤) ، فكلّ قد حدّثني من هذا الحديث بطائفة ، وعماد الحديث عن ابن رومان ، وعاصم وغيرهم ، قالوا : لما قال ابن أبيّ ما قال وذكر جعيل (٥) بن سراقة وجهجاه (٦) وكانا من فقراء المهاجرين ، قال : ومثل هذين يكثر على قومي وقد أنزلنا محمّدا (٧) في ذروة (٨) كنانة وعزّها. والله لقد كان جعيل يرمي (٩) أن يسكت ولا يتكلّم ، فصار اليوم يتكلم ، وقال ابن أبيّ في صفوان بن المعطّل وما رماه به. فقال حسّان بن ثابت :
أمسى الجلابيب قد راعوا وقد كثروا |
|
وابن الفريعة أمسى بيضة البلد |
فلما قدموا المدينة جاء صفوان إلى جعيل بن سراقة فقال : انطلق بنا نضرب
__________________
(١) بالأصل : «سعدان عياده» خطأ والصواب ما أثبت ، عن دلائل البيهقي.
(٢) الخبر نقله البيهقي في الدلائل ٤ / ٧٦ ـ ٧٧.
(٣) الخبر في مغازي الواقدي ٢ / ٤٣٥ وما بعدها.
(٤) في مغازي الواقدي : عن أمه.
(٥) ويقال فيه : «جعال» أيضا ، انظر ما لوحظ بشأنه قريبا.
(٦) انظر ترجمته في أسد الغابة ١ / ٣٦٥ والإصابة ١ / ٢٥٣ واسمه جهجاه بن قيس وقيل بن سعيد بن سعد بن حرام بن غفار.
(٧) بالأصل : محمد.
(٨) في مغازي الواقدي : «دور» وبهامشها عن نسخة : «ذروة» كالأصل.
(٩) كذا ، وفي الواقدي : «يرضى» وهو أشبه.