تعالى : (ابْعَثْ لَنا مَلِكاً قالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طالُوتَ مَلِكاً ، قالُوا : أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنا)(١) قال : وكان من سبط لم يكن فيهم ملك ولا نبيّ ، فقال : (إِنَّ اللهَ اصْطَفاهُ عَلَيْكُمْ ، وَزادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ).
قال : وقال معمر : وأمّا قوله (قالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ) ، قال قتادة : كان نبيّهم الذي بعد موسى صلىاللهعليهوسلم يوشع بن نون (٢) ، وهو الرجلين اللذين أنعم الله عليهما ، قال : وأحسبه قال : هو فتى موسى صلىاللهعليهوسلم.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنبأ أبو طاهر أحمد بن الحسن ، وأبو الفضل بن خيرون ، قالا : أنا عبد الملك بن محمّد ، أنا أبو علي بن الصّواف ، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، نا إبراهيم بن سعيد ، ثنا أبو أحمد ، نا شريك ، عن عمران ، عن عكرمة ، قال : كان طالوت سقّاء يبيع الماء.
أخبرناه عاليا أبو القاسم تميم بن أبي سعيد ، أنا أبو سعد الجنزرودي ، أنا أبو عمرو بن حمدان ، أنا أبو يعلى الموصلي ، نا يحيى بن معين ، نا أبو أحمد الزبيري ، عن شريك.
حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ـ لفظا ـ وأبو عبد الله بن البنّا ـ قراءة ـ عن أبي المعالي محمّد بن عبد السّلام الأصبهاني ، أنا علي بن محمّد بن خرقة ، نا محمّد بن الحسين ، نا ابن أبي خيثمة قال : سئل يحيى بن معين عن عمران الذي روى عن عكرمة قال : كان طالوت سقّاء فلم يدر من عمران.
أخبرنا أبو الوحش سبيع بن المسلّم ، وأبو تراب حيدرة بن أحمد على كتابيهما ، قالا : أنا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو الحسن بن رزقويه ، أنا أحمد بن سيدي ، نا الحسن بن علي ، نا إسماعيل ، نا إسحاق ، أنا عثمان بن الساج ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس قال : وضعوه على عجل حلي ثم سيبوه ، فساقته الملائكة حتى أدخلوه محلة بني إسرائيل ، فذلك قوله عزوجل (أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ)(٣) إلى قوله (تَحْمِلُهُ
__________________
(١) سورة البقرة ، الآية : ٢٤٧.
(٢) عقب ابن كثير في البداية والنهاية بتحقيقنا ٢ / ٧ على قول من قال أنه يوشع : قال : وهذا بعيد ، لما ذكره الإمام أبو جعفر بن جرير في تاريخه أن بين موت يوشع وبعثة شمويل أربعمائة سنة وستين سنة فالله أعلم.
(٣) سورة البقرة ، الآية : ٢٤٨.