الْمَلائِكَةُ)(١) فكان في التابوت (سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسى وَآلُ هارُونَ)(٢) قال : أما البقية : فرصراص (٣) الألواح ، وعصا موسى وعمامة هارون ، وقباء هارون الذي كان فيه علامات السّياط في الغلول ، وكان فيه طست من ذهب ، وكان فيه صاع من ثمر الجنة ، وكان يفطر عليه يعقوب ، وأمّا السّكينة ، فكانت مثل رأس هرة من زبرجدة خضراء.
أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر بن السّبط ، أنا أبي أبو سعد المظفّر بن الحسن ، أنا أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن علي ، أنا أبو جعفر محمّد بن إبراهيم ، نا سعيد بن عبد الرّحمن المخزومي ، نا سفيان بن عيينة ، عن سلمة بن كهيل ، عن أبي الأحوص ، قال : قال علي : السّكينة : ريح هفافة ، لها وجه كوجه الهرة ، ولها جناحان ، وروى سفيان الثوري الحكاية الأولى عن سلمة كذلك ، وروى الثانية عن ابن أبي نجيح.
كما أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي ، أنا أبو عبد الله محمّد بن يوسف الهروي ، نا محمّد بن حمّاد ، نا عبد الرّزّاق ، أنبأ الثوري ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قال : لها جناحان وذنب مثل ذنب الهرة.
قال : وقال عبد الرّزّاق : سألنا الثوري عن قوله تبارك وتعالى : (وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسى وَآلُ هارُونَ) قال : منهم من يقول البقية : قفيز منّ ، ورضاض الألواح ، ومنهم من يقول : العصا والنعلان.
قال : وأنا عبد الرّزّاق ، نا معمر في قوله تبارك وتعالى : (تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ) قال : تحمله حتى تضعه في بيت طالوت ، و (سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ) أي وقار ، و (بَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسى وَآلُ هارُونَ) قال : والبقية : عصا موسى ، ورضاض الألواح.
أنبأنا أبو الوحش سبيع بن المسلّم ، وأبو تراب حيدرة بن أحمد ، قالا : ثنا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو الحسن بن رزقويه ، أنا أحمد بن سيدي ، نا الحسن بن علي ، نا إسماعيل ، أنا إسحاق ، أنا جويبر ، عن الضّحّاك ولم يذكره عن ابن عباس قال : كانت
__________________
(١) سورة البقرة ، الآية : ٢٤٨.
(٢) سورة البقرة ، الآية : ٢٤٨.
(٣) كذا بالأصل وفي الطبري والكامل لابن الأثير : رضاضة ، وفي البداية والنهاية : رضاض ورضاض الشيء : فتاته.