العدبس ، عن أبي مرزوق ، عن أبي غالب ، عن أبي أمامة قال :
خرج علينا رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو متوكئ على عصا ، فقمنا إليه ، فقال : «لا تقوموا كما تقوم الأعاجم يعظّم بعضها بعضا» قال : فكأنا اشتهينا أن يدعو الله لنا ، فقال : «اللهم اغفر لنا ، وارحمنا وارض عنا وتقبّل منا ، وأدخلنا الجنة ، ونجّنا من النار ، وأصلح لنا شأننا كله» ، فكأنا اشتهينا أن يزيدنا ، فقال : «قد جمعت لكم الأمر» [٥١٦٢].
ح أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم ، أنا أبو الفضل الرازي ، أنا جعفر بن عبد الله ، نا محمّد بن هارون ، نا ابن حميد ، نا جرير ، عن ليث ، عن عبد الكريم بن أبي المخارق ، عن أبي عبد الرّحمن ، عن أبي أمامة قال : رآني رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأنا أحرّك شفتي ، فقال : «لم تحرك شفتيك» فقلت : أذكر الله ، فقال : «أفلا أدلّك على من (١) هو أكبر من ذكرك الليل مع النهار ، والنهار مع الليل» قال : قلت : بلى يا نبي الله قال : «قل الحمد لله عدد ما خلق ، والحمد لله ملء (٢) ما خلق ، والحمد لله عدد ما في السموات والأرض ، والحمد لله والأرض ، وسبحان الله عدد ما أحصى كتابه ، وسبحان الله عدد كل شيء ، وسبحان الله ملء كل شيء» ، قال : فكان أبو أمامة إذا حدّث بهذا الحديث إنسانا قال : إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أمرني أن أعلّمهن عقبي من بعدي ، فعلّمهن عقبك [٥١٦٣].
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنبأ أبو بكر البيهقي (٣) ، أنا أبو عبد [الله](٤) الحافظ ، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب ، نا محمّد بن عوف الطائي ، حدّثنا عبد القدوس بن الحجّاج ، حدّثني صفوان بن عمرو ، حدّثني سليم بن عامر ، قال : جاء رجل إلى أبي أمامة ، فقال : يا أبا أمامة إنّي رأيت في منامي الملائكة تصلّي عليك كلما دخلت ، وكلما خرجت ، وكلما قمت ، وكلما جلست ، قال أبو أمامة : اللهمّ غفرا دعونا عنكم ، وأنتم لو شئتم صلّت عليكم الملائكة ، ثم قرأ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللهَ ذِكْراً كَثِيراً وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى
__________________
(١) في مختصر ابن منظور ١١ / ٨٠ شيء.
(٢) بالأصل : ملأ.
(٣) الخبر في دلائل النبوة للبيهقي ٧ / ٢٥ وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ٣٨٧ ورواه الحاكم في المستدرك ٣ / ٦٤١ ، وذكره المزي في تهذيب الكمال ٩ / ٩٥ من طريق صفوان بن عمرو.
(٤) سقط لفظ الجلالة من الأصل.