القرن السابع ، وكانت خلاط قاعدة أرمينية الوسطى أخذها بنو أيوب لمكانهم فيها من عصبية الأكراد ، وهي قسم من أرمينية الكبرى وقاعدتها سيس ، وقد ذهب الملك الأشرف سنة (٦٩١) في عساكره المصرية والشامية وقصد قلعة الروم وهي على جانب الفرات يقيم بها خليفة الأرمن كيتاغيكوس فأخذه ومن معه أسرى ، ورمّ ما تخرب من تلك القلعة الحصينة.
تقدم أن فرنج الساحل لما أصابتهم الضربة القاضية اعتصم بعضهم بأهل جبل لبنان ونزلوا عليهم ، وعاد آخرون إلى بلادهم في المراكب ، وقد أثار هذا القسم اللاجئ إلى لبنان في نفوس بعض أهله فكرة العصيان فعصوا ، فتوجست دولة الأشرف منهم خيفة فأرسلت عليهم حملة من دمشق (٦٩١) بقيادة بدر الدين بيدرا ، فسار إلى جبل كسروان في العسكر وعدة من الأمراء فانحل عزمه لما تمكن الكسروانيون من بعض العساكر في تلك الجبال ونالوا منهم ، وعاد العسكر شبه المكسور وحصل لأهل الجبل الطمع والقوة ، فأطلق محابيس لهم بدمشق من أرباب الجرائم العظيمة ، وحصل لهم من جميع المقاصد ما لم يكن في حسابهم. قال مغلطاي : وكل ذلك من الطمع وسوء التدبير.
وفي كتاب الهدنة التي عقدت بين الملك الأشرف صلاح الدين خليل بن الملك المنصور سيف الدين قلاوون صاحب الديار المصرية والبلاد الشامية بين حاكم الريدارغون صاحب برشلونة من بلاد الأندلس وأخويه دون وفلدريك ودون بيدرو وبين صهريه دون شانجه ملك قشتالة وطليطلة وليون وبلنسية وقرطبة وأشبيليه ومرسية وجيان والغرب الكفيل بمملكته أرغون وبرتقال دون ألفونس ملك برتغال في تاريخ (٦٩٢) أمر الملك دون حاكم وأخويه وصهريه يفسح كل منهم لأهل بلاده وغيرهم من الفرنج أنهم يجلبون من الثغور الآسيوية الحديد والبياض والخشب وغير ذلك. وأن سائر أصناف البضائع المتأخرة على اختلافها تستمر على حكم الضرائب المستقرة في الديوان المعمور.
وجاء الأشرف (٦٩٢) لتجهيز العسكر لقصد سيس فوردت عليه رسل صاحبها يطلب الصلح ورضا السلطان عليهم ، فرضي على أن يسلموا لنواب