وصفد وطرابلس ومن عربان جبل نابلس ونهب عدة ضياع ، وأرسل منطاش شخصا يسمى تمان تمر الأشرفي إلى مدينة حلب ، وكان نائب حلب كمشبغا الحموي قد ثقل أمره على أهل حلب فما صدقوا بهذه الحركة فحاصروا نائب حلب أشد المحاصرة وتعصبوا لمنطاش فنقبوا القلعة من ثلاثة مواضع ، فصار كمشبغا نائب حلب يقاتلهم من داخل النقب على البرج ، واستمروا على ذلك نحو ثلاثة أشهر ، فانتصر كمشبغا نائب حلب على تمان تمر الأشرفي الذي ولاه منطاش على حلب فانكسر تمان تمر وولى هاربا ثم توجه منطاش إلى طرابلس فحاصرها حتى ملكها وهرب من كان بها من الأمراء والنائب وهرب أكثر أهلها إلى دمشق ، ثم حاصر منطاش دمشق فاتفق عوامها على أن يسلموه المدينة ليلا وكانوا يحبونه أكثر من برقوق.
فلما بلغ ذلك أمراء برقوق خرجوا إلى ظاهر دمشق وأوقعوا مع منطاش ومع عوام دمشق واقعة قتل فيها من الفريقين نحو ألف إنسان. ثم رجع عسكر دمشق إلى المدينة وتوجه منطاش إلى عينتاب فالتف عليه جماعة من التركمان ، فحاصر المدينة حصرا شديدا فملكها وهرب نائبها ، فلما دخل الليل جمع نائب عينتاب جماعة من التركمان وكبس منطاش فقتل من عسكره نحو مائتي إنسان وهرب منطاش نحو الفرات ، ثم إن منطاش جمع قوته وخامر على السلطان أكثر التركمان والعربان والتفوا على منطاش (٧٩٣) فتوجه إلى دمشق وحاصرها فخرج إليه نائبها فهرب منطاش إلى جبل يقرب من طرابلس فتبعه نائب دمشق ، فجاء منطاش من وراء ذلك الجبل وجاء إلى دمشق فلم يجد بها أحدا من الأمراء ولا النائب ، ففتح له عوام دمشق بابا فدخل منه إلى المدينة ونهب الأسواق وأخذ أموال التجار والخيول ، والتف عليه جماعة من عسكر دمشق فقويت شوكته.
بلغ السلطان في مصر ما وقع في الشام فقوي عزمه على الخروج إلى منطاش في دمشق، ونادى فيها الأمان لأن أهلها لما خرج الظاهر برقوق من الكرك ودخل مدينتهم رجموه وأخرجوه هائما على وجهه ونهبوا أثقاله وقماشه ، فضج أهل دمشق له بالدعاء ، وسكن ما كان عندهم من الاضطراب ، ولما