الأدوية والعقاقير النافعة في القوة حتى أصبحت المملكة تفاخر بأن سلطانها يستطيع أن يقترب من أربع وعشرين بكرا في الأربع والعشرين ساعة! وأصبح القول الفصل في القصر السلطاني للجواري والسراري ، وكان على نسبة اشتداد أعصاب السلطان يضعف عقله وهو لا عمل له إلا الأفراح والنساء والغناء والخلاعة ودخول الحمام واقتناء الجواري والحلي والزهور والأموال والطرائف ، وإصدار والأوامر بقتل الأنفس بمعنى وبلا معنى ، وأخذ يستريح إلى رؤية المناظر الفظيعة من القتل شأن قياصرة رومية في أواخر أيامهم.
وكان تقرر جعل النساء الرسميات أربعا ثم أبلغت والدة السلطان عددهن إلى ثمان نساء ، لأن نسل بني عثمان كاد ينقرض ، وأحبت كوسم والده تكثير نسلهم على هذه الصورة ، ولكل واحدة من تلك الجواري من الخدم والخادمات والوصيفات والندماء والنديمات والخازنات والملبسات عشرات وربما مئات ، تجبى وارادت الولايات العظيمة لتعطى إلى المقربين والمقربات ، والوظائف تباع بيع السلع بالمزاد ولا سيما على عهد الأغوات بكتاش اغا ومراد اغا ومصلح الدين اغا وأمثالهم ، ولم يبق أحد لا يرتشي من الصدر الأعظم فنازلا ، لأن السلطان يطلب من كل عامل عنده جعلا يليق بشأنه سلطانه ، حتى تعدت الحال في طلب الأموال إلى كبار التجار في الاستانة ، وأخذ رجال القصر ونساؤه يسلبون من الأمة ما يقدرون عليه ، واضطر كثير من التجار إلى الاختفاء وإغلاق حوانيتهم تخلصا من مطالب جماعة السلطان ، ولا تسل عن رواج سوق الحليّ والجواهر والعربات المرصعة والطسوت المحلاة والنعال المزينة بالأحجاز الكريمة والإسراف في استعمال الذهب واللؤلؤ والزبرجد وسائر المعادن النفيسة في الآنية والزينة والنقش فإنه مما لا تتصوره العقول.
وكانت واردات لواء (سنجاق) تعطى من قبل نفقة لنساء القصر فأصبحت أيالة الشام على طولها وعرضها يخصص ريعها وجبايتها للمرأة السابعة بحسب الأصول الحديثة على العهد الإبراهيمي. ولم يرض النساء أن تجبى لهن الأموال الولاة وبكوات الألوية ، بل كنّ يعين جباة من قبلهن يجبون باسمهن ريع الولاية أو اللواء. وقد كان الذي عهدت إليه جباية واردات الشام محمد اغا الذي اشتهر فيما بعد في التاريخ العثماني باسم محمد باشا الكوبرلي الكبير ،