عساكر الشرق وحلب وتجهز للمسير إلى خلاط ، وكان صاحب حمص قد مال إلى الأشرف فسار المعظم إلى حمص ووصل إلى حماة ونزل على بعرين وعاد إلى حمص وخرج إليه العسكر فظهروا عليه ونهبوا أصحابه فعاد إلى دمشق ولم يظفر بطائل.
وفي سنة (٦٢٢) توفي الملك الأفضل نور الدين علي بن صلاح الدين يوسف وليس بيده غير سميساط ، وكان حسن السيرة وتجمعت فيه الفضائل والأخلاق الحسنة وكان مع ذلك قليل الحظ وله شعر جيد.
وفي سنة (٦٢٢) كان بأيدي الإسماعيلية ثمان قلاع وهي قلعة الكهف والعليقة والقدموس والخوابي والمينقة والمصياف والرصافة والقليعة فإن ابن صباح لم يمت حتى ملك جبل عاملة وتلك الحصون. قال ابن ميسر : إن الذين بالشام منهم يقال لهم الحشيشية ، ومن كان بألموت يقال لهم الباطنية والملاحدة ، ومن كان بخراسان يقال لهم التعليمية وكلهم إسماعيلية.
وفي سنة (٦٢٣) سار المعظم عيسى بن العادل ونازل حمص وكان قد اتفق مع جلال الدين بن خوارزم شاه ببلاده الشرقية ، ثم رحل المعظم عن حمص إلى دمشق ، وورد عليه أخوه الأشرف طلبا للصلح وقطعا للفتن ، فبقي مكرما ظاهرا وهو في الباطن كالأسير معه ، ولما رأى الأشرف حاله مع أخيه المظفر وأنه لا خلاص له منه إلا بإجابته إلى ما يريد أجابه (٦٢٤) كالمكره إلى ما طلبه منه وحلف له أن يعاضده ويكون معه على أخيهما الكامل ، وأن يكون معه على صاحبي حماة وحمص ، فلما حلف له على ذلك أطلقه المعظم. قال ابن الأثير : إن اتفاق الملوك أولاد الملك العادل أبي بكر بن أيوب كان سببا لحفظ بلاد الإسلام وسر الناس أجمعون بذلك. وفي سنة (٦٢٤) قدم رسول الأنبرور ملك الفرنج البحرية على المعظم بدمشق بعد اجتماعه بالكامل ، يطلب منه الإمارات التي كان فتحها عمه صلاح الدين ، فأغلظ له وقال : قل لصاحبك ما أنا مثل العزيز ما له عندي إلا السيف.
ولما استقرّ الأشرف بأرضه رجع عن جميع ما تقرر بينه وبين أخيه المعظم ، وتأول في أيمانه التي حلفها أنه مكره ، ولما تحقق الكامل صاحب مصر اعتضاد أخيه المعظم بجلال الدين خاف من ذلك ، وكاتب الأنبرور ملك الفرنج