الآن يمكننا أن نتبين
موقع المهدي في السنة النبوية
بعد استعراضنا لتاريخ رواية وكتابة الأحاديث النبوية ، والظروف التي أحاطت بهذا التاريخ لدى دولة الخلافة وعلمائها من جهة ، ولدى أهل بيت النبوة وأولياهم من جهة أخري ، بعد وقوفنا على ما رواه الطرفان عن المهدي المنتظر وعلامات ظهوره ، عصر هذا الظهور ، يتبين لنا بوضوح ساطع أن المهدي المنتظر حقيقة من الحقائق الدينية الرئيسة التي أجمع المسلمون علي صحتها وتواترت أنباء هذه الحقيقة بينهم ، تواتراً لا يقل عن تواتر أركان الإسلام ، وأساسياته الضرورية ، وأن ما رواه الطرفان عن رسول الله في هذا الموضوع هو جزء لا يتجزأ من المعارف والمعلومات الدينية التي جاء بها الإسلام كدين ، وأن هذه المعارف والمعلومات جزء لا يتجزأ من عقيدة الإسلام وتعاليمه.
مدرستا الأمة
تخرجت الأمة الإسلامية من مدرستين لا ثالث لهما.
المدرسة الأولى : وهي مدرسة دولة الخلافة التاريخية ومن والاها من علماء المسلمين رغبة أو رهبة وقد أجتمع أساتذة وخريجو هذه المدرسة على أن المهدي المنتظر حقيقة دينية ، بشّر بها الرسول وأنه سيظهر ذات يوم ، ورووا مئات الأحاديث عن رسول الله التي تحدثت عن المهدي ونسبه ، وعن حتمية ظهوره ،