نتنكر لهما بحجة أن البخاري ومسلم لم يتطرقا إلى هذه الناحية! ما لكم كيف تحكمون!!
الرد على هذا السبب :
أ ـ ملخص الموضوع وحصر تضعيفات ابن خلدون : تناول ابن خلدون ٢٣ ، حديثاً من الأحاديث الواردة في المهدي المنتظر فاخضع هذه الأحاديث للنقد والدراسة فضعّف ١٩ عشر حديثاً ولم يحكم بالضعف على الأربعة المتبقية مما يعني أنها صحيحة في نظره ، فجاء المتشككون ، وطاروا بتضعيفات ابن خلدون كل مطار ، وأشاعوا أن ابن خلدون لا يعتقد بالمهدي المنتظر ، ويضعّف على الإطلاق الأحاديث الواردة فيه مطلقاً. وهكذا تاجر المشككون بشهرة الرجل ، وسخّروا هذه الشهرة لخدمة هواهم.
ب ـ شهادة خطية لابن خلدون : قال ابن خلدون في تاريخه ج ١ ص ٥٥٥ فصل ٥٢ ما نصه حرفياً : « اعلم أن المشهور بين الكافة من أهل الإسلام على مر الأعصار أنه لا بد في آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البيت يؤيد الدين ، ويظهر العدل ، ويتبعه المسلمون ، ويستولي على الممالك الإسلامية ويسمى المهدي » انتهى كلام ابن خلدون.
حـ ـ لم يذكر ابن خلدون من الذين أخرجوا أحاديث المهدي المنتظر غير سبعة وهم الترمذي ، وأبو داود والبزار ، وابن ماجة ، والحاكم ، والطبراني ، وأبو يعلى الموصلي ، [ راجع تاريخ ابن خلدون ج ١ ص ٥٥٥.فصل ٥٢ ]. وهذا يعني أنه ترك ٤٨ عالم حديث ممن أخرجوا أحاديث المهدي المنتظر أولهم ابن سعد في طبقاته ت ٢٣٠ ه ، وآخرهم نور الدين الهيثمي ت ٨٠٧ ه ، وحتى يكون الحكم سليماً يجب أن يطلع على ما أخرجه علماء الحديث ، لأن الأحاديث في كل موضوع يكشف بعضها غموض بعض ، ويؤيد بعضها بعضاً.
قال الشيخ أحمد شاكر : إن ابن خلدون قد قفا ما ليس له به علم وأقحم