راد لإرادته ، وقد أراد الله تحقيق كافة الغايات التي كلف عبده الإمام المهدي بتحقيقها ، فدولة الإمام المهدي أو دولة آل محمد مكلف باقتلاع جذور الظلم والظالمين وتطيهر الأرض من وجودهم ومن فقههم ، لذلک فإنها لن تقبل بأن يبقى على وجه الأرض خلال عهدها الراشد ظالم أو جبار واحد ، أو حصن واحد من حصون الضلالة فهي ملتزمة إمام الله تعالى بالقضاء التام والمبرم على الظلمة والظالمين وتطهير الأرض من ظلمهم ومن آثارهم.
وتجد هذا الإصرار العجيب عند كل غاية وهذف من الغايات والأهداف التى كلف الإمام بتحقيقها فعلى المستوى الاقتصادي فان الإمام المهدي ودولة آل محمد مكلفون بتحقيق الكفاية التامة والرخاء المطلق للجميع ، بحيث يكون كل واحد على وجه الأرض من أبناء الجنس البشري في حالة كفاية تامة ورخاء مطلق ، بحيث يتجول المكلفون بدفع الزكاة في الأرض شرقا وغرباً وشمالاً وجنوباً فلا يجدوا محتاجاً واحداً يقبل الزكاة لأن الجميع في حالة كفاية والجميع في حالة رخاء ، ولا يوجد في الأرض كلها محتاج واحد فالنقود والذهب والفضة لا تُعد عداً انما تهال هيلاً!! وقد تواترت الحاديث النبوية التي اكدت هذه الناحية ، وقد وثقناها في الفصول السابق ، حتى أن الدرهم والدينار يصبح من سقط التاريخ ولا قيمة له. [ راجع الحديث ١١٣٣ ].
وهذه طبيعة ما عرفتها ولا سمحت بها أية دولة من الدول التي ظهرت أو ستظهر على وجه الأرض قبل نشوء دولة آل محمد وظهور الإمام المهدي المنتظر ، فالدول عادة تغرق الشعوب بالوعود البراقة خاصة في العصر الحديث ، وتدغدغ مشاعر المستضعفين ، ثم تسقط الحكومات وتزول الدول نفسها دون تحقيق معشار معشار ما وعدت بتحقيقة ، حتى ان الناس قد ملت وعود الدول ، وصارت وعودها أحد الرموز والاصطلاحات الدالة على معنى الكذب!!
٧ ـ حالة الانسجام العام في دولة الإمام
المهدي أو دولة آل محمد
ومن أبرز طبيعة دولة الإمام المهدي أو دولة آل محمد ومن مميزاتها