طريف المجد والتالد ، ولدنا الأجل السيد محمد الهجرسي الحفناوي ، سلالة من حاز منقبة النسبتين الروحية والجسمية ، وفاز بمزية البنوتين المعنوية والحسية ، المرحوم مولانا السيد خليل الهجرسي الشرقاوي نور الله ضريحه المقدس وأسكنه الفردوس الأقدس وكان المومي اليه من كثرة كماله ، شاهد شاهدا في سني أحواله ، فظن ان عندي إسنادا مفيدا (١) ، أو لدي من عزيز المطالب ضالة ، وما دري اني ما حل المحل من التروي بمعينه ، عاطل الجيد من التحلي بثمينه ، لكن لما كانت رابطة المحبة تقتضي الإمارة وامتثال الأمر بمجرد الاشارة لبيت سؤاله ، وامتثلت أمره ومقاله ، فأقول قد أجزت ولدنا السيد محمد المومى إليه بما سمعته منه من حديث المسلسل بالأولية وبجميع ما تجوز عني روايته ، وتتقوى بسندي درايته ، من مقروء ومسموع مجاز ، وما بالمناولة له في قوانين الرواية مساغ وجواز إجازة تامة مطلقة عامة بالشرط المعتبر ، عند أهل الأثر ، ولي بحمد الله تعالى في جميع العلوم أسانيد كثيرة وطرق واضحة شهيرة عن مشايخ يستومض من جواهر عباراتهم لمعات من بروق الله نور السموات ، ويستفتح من أزهار إشاراتهم نسمات إن لربكم في أيام دهركم نفحات ، الذين منهم الإمام المحقق ، والهمام المدقق ، المرحوم سيدي وأستاذي السيد الشيخ يوسف كساب الغزي مولدا المدني إقامة ومدفنا عن مشايخه الذين منهم الشيخ محمد المرحوم الأمير الصغير ، عن والده المرحوم الشيخ محمد الأمير الكبير ، من ثبته بين العالمين شهير ، ومنهم المرحوم الشيخ محمد عليش المالكي
__________________
(١) قال الشيخ محمد الهجرسي يعلق على ذلك ما نصه : سبب ذلك أن جناب الأستاذ المومي إليه أخبرني أنه يروي صحيح البخاري بأعلا سند يوجد في الدنيا فظننت بل جزمت أنه ربما كان ذلك طريقا غير الطريق الذي أخذ أستاذنا الامام السقا فجئت وقرأت عليه أول البخاري في منزله هذا العام وأجازني بباقيه وحرر لي هذه الاجازة بناء على طلبي من جنابه مجرد سنده العالي الذي ادعى به فإذا بها مشتملة على هذا السند وقد اشتمل على اثني عشر أولا كسندي الذي أخذته في الاول عن إمامي السقا وانا صغير وعلى أحد عشر ثانيا بعد التصحيح الآتي فسندي عن السيد إمام القصبي أعلا سند كما سيأتي لك بيانه تفصيلا عند ذكر السند.