وقرر بها درسا للفقهاء الشافعية وأنشأ بجوارها ميضأة وحوض ماء ترده الدواب وتأنق في رخامها وتذهيب سقوفها حتى جاءت في أبدع زي وأبهج ترتيب وانتهت عمارتها سنة ٧٠٩ وكان لها بسط تفرش يوم الجمعة ، وكان لها إمام ، وكان فيها خزانة كتب وخزن كثيرة ، وجددها الأمير عبد الرحمن كتخدا ، وقد ذهبت أوقافها ورممت في عهد الخديوي عباس الثاني وجعلت كتيخانة الأزهر في سنة ١٣١٤ ونقلت طلبتها للرواق العباسي ، وطيبرس كان قائدا للجيوش المصرية ، ومات سنة ٧١٩ ه.
رواق الأقبغاوية : في خطط المقريزي هذه المدرسة بجوار الأزهر على يسرة الداخل إليه من بابه الكبير الغربي ـ باب المزينين ـ تجاه المدرسة الطيبرسية كان موضعها دار الأمير الكبير ايدمر الحلى نائب السلطنة في أيام الملك الظاهر وميضأة للجامع الأزهر أنشأها الأمير أقبغا وجعل بجوارها قبلة ومنارة وكانت مدرسة مظلمة ليس عليها من بهجة المساجد ومن أنس بيوت العبادات شيء البتة ، وذلك أن أقبغا عبد الواحد أقرض ورقة ايدمر الحلى مالا ، وأمهل حتى تصرفوا فيه ثم ألجأهم في الطلب إلى أن أعطوه دراهم فهدمها وبنى موضعها هذه المدرسة ، وأضاف أمثال ذلك من الظلم فبناها بأنواع من الغضب وأخذ قطعة من سور الجامع حتى ساوى بها المدرسة الطيبرسية وحشر لعملها الصناع من البنائين والنجارين وجميع أنواع الفعلة بأن يعمل كل منهم فيها يوما في كل أسبوع بغير أجرة وجعل عليهم مملوكا من مماليكه لم ير الناس اظلم منه ولا أعتى منه ، ولا أقسى قلبا منه ، فلقي العمال منه مشقات لا توصف وحمل إليها سائر ما يحتاج من خشب وحجر ورخام ودهان ، من غير ان يدفع ثمنا البتة ، وتم بناؤها سنة ٧٤٠ هجرية ، ورتب لها الخدمة فكان لها إمام ومؤذن وفراشون وقومة ومباشرون ، وكان لها ثلاثة أبواب أحدها يصل للصحن من رواق الفيمة ، والثاني لزقاق الميضأة ، والثالث لباب المزينين ، وموجود لها الآن بابان أحدهما يفتح على القبة ، وللقبة باب آخر من باب المزينين ، وهو مستعمل ، والثاني وهو مغلوق ، وهي الآن محل كتبخانة الأزهر ، ونقلت طلبتها للرواق العباسي.