هو الذي استفتح مدينة برصى من أيدي الروم وقبره بمسجدها ، وكان مسجدها كنيسة للنصارى(١١٦).
ويذكر (١١٦) أنه حاصر مدينة يزنيك نحو عشرين سنة ومات قبل فتحها فحاصرها ولده ، هذا الذي ذكرناه ثنتى عشر سنة وافتتحها (١١٧) ، وبها كان لقاءى له (١١٨) وبعث إليّ بدراهم كثيرة.
ثم سافرنا إلى مدينة يزنيك ، وضبط اسمها بفتح الياء آخر الحروف واسكان الزاي وكسر النون وياء مدّ وكاف ، وبتنا قبل الوصول إليها ليلة بقرية تدعى كرله (١١٩) بزاوية فتى من الأخية ، ثم سرنا من هذه القرية يوما كاملا في أنهار ماء على جوانبها أشجار الرمّان الحلو والحامض ، ثم وصلنا إلى بحيرة ماء تنبت القصب على ثمانية أميال من يزنيك لا يستطاع دخولها الا على طريق واحد مثل الجسر لا يسلك عليها إلا فارس واحد (١٢٠) ، وبذلك امتنعت هذه المدينة.
والبحيرة محيطة بها من جميع الجهات وهي خاوية على عروشها لا يسكن بها الا أناس قليلون من خدّام السلطان (١٢١) ، وبها زوجته بيلون خاتون (١٢٢) ، وهي الحاكمة عليهم ،
__________________
(١١٦) هو الدير القديم (Saint ـ Elias) الذي يقع في القلعة ـ المقبرة الحالية للسلطان عثمان ، بنيت من جديد في نهاية القرن التاسع عشر وهناك من الباحثين الأتراك من يقول إنه دفن في صوكوت Sogut على بعد ٦٠ ك. م. جنوب شرق يزنيك التي تقع شمالا على مقربة من البحيرة التي تحمل نفس الاسم ... وهو المركز الأصيل الذي نشأت فيه الدولة.
(١١٧) احتلت يزنيك (NICAaea) من طرف أورخان في جمادى ٧٣١ مارس ١٣٣١.
(١١٨) ابن بطوطة يسجل ان اجتماعه بالسلطان اختيار الدين أرخان بك (ثاني ملوك الامبراطورية العثمانية) تمّ بمدينة يزنيك التي تقع شمال شرقي برصى.
(١١٩) كرله هي (GURLE) الحالية في منتصف الطريق بين برصى ويزنيك ، يقول يراز يموس ، ولو انّ گيب مثلي لم يقف لها على أثر في الخريطة!
(١٢٠) يعتقد گيب أن هذه الافادة من الرحالة المغربي مربكة نظرا الى أن المدينة بنيت في الطرف الشرقي للبحيرة كما نرى في الخريطة ، إن الجدار الخارجي حمي بخندق ، وان المدخل في الجدار الجنوبي قريب كذلك من طريق ممر، وذهب گيب إلى القول بأن هذا الوصف ربما كان ينطبق على موقع آخر قل حصار سالف الذكر ... ولكن گيب عاد ليذكران ابن بطوطة ربما كان وجد المكان مغمورا بفيضان من نتيجة ارتفاع مياه النهر ...
(١٢١) عند احتلال هذه المدينة (يزنيك) من لدن أرخان تركها معظم سكانها الاقدمون لكنها عمرت تدريجيا فيما بعد ...
(١٢٢) بيلون زوجة أورخان ، والكلمة من أصل إغريقي ، نيلوفرNilufar وسنرى أن اسم بيلون سيذكر من ابن بطوطة كعلم لإحدى زوجات السلطان محمد أوزبك خان ، ويشك گيب في طريقة رسم بيلون وهل لا يكون تحريفا عن نيلوفر سيما والشكل متقارب ...