موسى بن قرمان (٢٩٩) ، والقاضي فخر الدين ناظر (٣٠٠) الجيش كاتب المماليك ، والتاج اسحاق ، والسّت حدق مربية (٣٠١) الملك الناصر ، وكانت لهم صدقات عميمة بالحرم الشريف واكثرهم صدقة القاضي فخر الدين.
وكانت وقفتنا في تلك السنة في يوم الجمعة من عام ثمانية وعشرين (٣٠٢) ، وفي هذه السنة وصل أحمد بن الأمير رميثة (٣٠٣) ومبارك بن الأمير عطيفة (٣٠٤) من العراق صحبة الأمير محمد الحويح والشيخ زاده الحرباويّ ، والشيخ دانيال (٣٠٥) ، وأتوا بصدقات عظيمة للمجاورين وأهل مكّة، من قبل السلطان أبي سعيد ملك العراق ، وفي تلك السنة ذكر اسمه في الخطبة بعد ذكر الملك الناصر ودعوا له بأعلى قبّة زمزم وذكروا بعده سلطان اليمن الملك المجاهد نور الدين (٣٠٦) ، ولم يوافق الامير عطيفة على ذلك ، وبعث شقيقه منصورا ليعلم الملك الناصر بذلك ، فأمر رميثة بردّه فردّ ، فبعثه ثانية على طريق جدّة حتى أعلم الملك الناصر بذلك ، ووقفنا تلك السنة وهي سنة تسع وعشرين يوم الثلاثاء (٣٠٧).
__________________
(٢٩٩) بهاء الدين موسى أخو بدر الدين محمود ، سلطان إمارة قرمان ٧٠٠ ـ ٧٠٨ ١٣٠٠ ـ ١٣٠٨ الذي عوض في وسط آسيا الصغرى سلاجقة أنطاكية.
(٣٠٠) هو عبد الله بن محمد بن عبد العظيم بن علي ، فخر الدين أبو محمد بن السقطي ابن أخي القاضي جمال الدين ، كان شاهدا بالخزانة وتشهد على العمارة بمكة عام ٧٢٨. أدركه أجله بالقاهرة يوم ١٨ رمضان سنة ٧٣٣ ١٣٣٣ الدرر ٢ ، ٤٠١.
(٣٠١) ظل حج الست حدق القهرمانية الناصرية حديث المجالس ومثلا يروي ردحا من الزمان بسبب العطاءات التي أغدقت بها على الناس في البقاع المقدسة ، وقد عمرت جامعا بظاهر القاهرة وتوفيت وهي بكر عذراء. صودرت مرة أيام الصالح صالح بن التنكزية ثم أفرج لها عن موجودها وكان شيئا كثيرا .. ـ ابن حجر : الدرر الكامنة ٢ ص ٨٧ ـ ٨٨.
(٣٠٢) كان ذلك يوافق الجمعة ١٤ أكتوبر ١٣٢٨.
(٣٠٣) الأمير رميثة بن أبي نمى محمد بن أبي سعد حسن بن علي بن قتادة الحسني ولي أمرة مكة مع أخيه حميضة، توفي بمكة عام ٧٤٦ ١٣٤٦ ... ـ الدرر ٢ ، ٢٠٤.
(٣٠٤) الأمير عطيفة بن محمد بن حسن بن علي بن قتاده الحسني توفي بالإسكندرية عام ٧٤٣ ١٣٤٢ حيث كان مع ولده مبارك وللأميرين الشريفين أخبار مع الملك الناصر تراجع في مظانّها ـ الدرر الكامنة ج ٣ ، ص ٧٠.
(٣٠٥) دانيال بن علي بن يحيى اللوريستاني كان من ابرز شيوخ أهل فارس بمكة وكان أميرا على البعثة التي عهد اليها الجوبان بترميم واصلاح مجاري الماء التي كانت السيدة زبيدة قد انشأتها بمكة المكرمة ... أما عن الأمير محمد الحويح فقد تقدّم أنه البهلوان الذي رافقه ابن بطوطة أثناء سفره من مكة ج I ، ٤٠٤.
(٣٠٦) يلاحظ التنافس بين قادة المنطقة على أن تذكر أسماؤهم على منابر المسجد الحرام ، وهكذا نجد ذكر ملك مصر وملك العراق وملك اليمن في حين اختفى فيه اسم شريف مكة! الأمر الذي لم يوافق عليه عطيفة الذي وجدناه يقرر ارسال أخيه إلى الملك الناصر ليرفع الأمر أمامه لكن أخاه رميثة أمر برد الرسول بيد أن عطيفة أصرّ على ابلاغ الحادث إلى الملك الناصر عن طريق جدّة ... هذا ومن الطريف أن نقرأ أن حجاج اليمن هذا العام عادوا يتحدثون بأن الوقفة كانت الجمعة! الخزرجي : العقود اللؤلؤية ج ٢ ، ص ٢١.
(٣٠٧) كان ذلك يوافق ثالث أكتوبر ١٣٢٩.