٩٥٨ ـ عبد القادر بن محمد قضيب البان المتوفى في حدود سنة ١٠٤٠
عبد القادر بن محمد أبي الفيض ، السيد الأفضل أبو محمد المعروف بابن قضيب البان.
يتصل نسبه بأبي عبد الله الحسين قضيب البان الموصلي من أولاد موسى الجون بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط ابن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهم أجمعين.
والحسين قضيب البان المذكور صاحب الكرامات المشهورة ، ذكره كثير من النسابة والمؤرخين ، وهو الذي كان صحب الشيخ عبد القادر الكيلاني قدسسره ، وزوج الشيخ عبد القادر ابنته المسماة بخديجة السمينة لأبي المحاسن علي ولد الشيخ قضيب البان المذكور ، وكانت قبل تحت ولد الشيخ عبد الرحمن الطنشونجي ، فمات عنها جده وتزوجها بعده أبو المحاسن المذكور واستولدها ، ذكر ذلك عبد الله بن سعد اليافعي وشيخ الشرف في كتابيهما ، فيكون نسب السيد عبد القادر صاحب الترجمة متصلا بحضرة الشيخ عبد القادر الكيلاني من ابنته خديجة السمينة وبحضرة الشيخ قضيب البان من ولده أبي المحاسن علي المذكور.
وهذا السيد هو أكبر أهل وقته وفريد أقرانه ، ولد بحماة ، وهاجر به أبوه إلى حلب وتوطن بها إلى سنة ألف ، وفيها حج إلى بيت الله الحرام وجاور بمكة إلى حدود سنة اثنتي عشرة بعد الألف. ومنها توجه إلى القاهرة بإشارة القطب ، وكان شيخ الإسلام يحيى ابن زكريا قاضيا بها ، فزاره ، وكان معتقدا على المشايخ والأولياء ، فبشره بمشيخة الإسلام وبايعه على الطرق الثلاثة النقشبندية والقادرية والخلوتية ، ثم أقره على طريق النقشبندية وأمره بالاشتغال بالذكر القلبي ، وله معه كرامات ومكاشفات. ولما ولي الإفتاء وجه إليه نقابة حلب وديار بكر وما والاهما مع قضاء حماة بطريق التأبيد برتبة مكة المكرمة ، فلم يقبل القضاء والرتبة واعتذر عن عدم قبوله ، وقبل النقابة لكونها خدمة آل الرسول صلىاللهعليهوسلم. واستمر نقيبا بحلب إلى أن مات.
وكان له كرامات شهيرة وأحوال باهرة ، وألف التآليف الحسنة الوضع الدالة على رسوخ قدمه في التصوف والمعارف الإلهية ، من جملتها «الفتوحات المدنية» (١) ألفها على
__________________
(١) كان منه نسخة نفيسة في مكتبة المدرسة القرناصية بحلب سرقت وبيعت ولله الأمر.