نثرتها عمدا على بسط من |
|
أروى نداه كل غاد وصاد |
وولاه بعض قضاة حلب نيابة محكمة السيد خان بها ، فكتب إليه :
أصبحت مع الشمس ببرج الميزان |
|
إذ أنزلني الهمام بالسيد خان |
لكن وعلاك كل من ناب يخن |
|
والعبد يعاف كلمة السيد خان |
ا ه.
٩٧٨ ـ مصطفى العلبي المتوفى ما بين سنة ١٠٥٠ و ١٠٦٠
مصطفى المعروف بابن العلبي ، مفتي الحنفية بحلب ورئيسها السامي المكانة.
نبغ من بين قومه متفردا بشعار العلماء ، فإن أهله كلهم تجار ، غير أن لهم رياسة قديمة في التجارة والتمول.
وكان سافر إلى الروم وانحاز إلى شيخ الإسلام يحيى بن زكريا ولازم منه وتقرب إليه كل التقرب. وكان الشيخ أبو اليمن مفتي حلب لما قارب الوفاة فرغ لابنه إبراهيم المقدم ذكره عن الفتوى ، فلما أرسل عرضه إلى دار السلطنة كان صاحب الترجمة بها ، وكان يتطلب من شيخ الإسلام أمورا يستصعبها ، فوجد الفتوى أسهل وأنفع له ، فوجهها إليه مع المدرسة الخسروية ولم يعتبر عرض القاضي. ثم قدم إلى حلب مفتيا ورأس بها وعلت حرمته. ثم لما جاء السلطان مراد إلى حلب وفي صحبته شيخ الإسلام المذكور أراد الشيخ إبراهيم الشكاية إلى السلطان باعتبار أنه أعلم من صاحب الترجمة ، فوجد لشيخ الإسلام اليد الطولى عند السلطان ، فعرض الأمر عليه ، فزجره زجرا عنيفا ثم قال له : مهما أردت من المناصب أسعى لك فيه إلا الفتوى. فلم يقبل شيئا حنقا.
ثم أضاف شيخ الإسلام لابن العلبي صاحب الترجمة قضاء إدلب الصغرى ، ولم ينل هذه الرتبة من تقدمه من مفتية حلب خصوصا ولا الأخوة الثلاث أبو الجود ومحمد وأبو اليمن مع اتساع علومهم ورفعة مقامهم ، وابن العلبي هذا بالنسبة إليهم في الفضل بمثابة تلميذ لهم ، بل ولا تتأتى له هذه المثابة ، فإنه كان مشهورا بالجهل ، وكان في أمر الفتاوي إنما هو صورة ممثلة ، والذي ينظر في أمرها رجل كان يكتب له الأسئلة يعرف بابن ندى.
ومن غريب ما وقع لصاحب الترجمة أنه حضر يوما الجامع ، فأحضرت جنازة فقدم