عليهالسلام من التيه واضعا أصبعيه في أذنيه مارا بهذا الوادي وله خوار إلى الله تعالى بالتلبية) هو على الحقيقة لما ذكر ، فلا مانع لمن يحاجج * في هذه الحالة كما في صحيح مسلم عن أنس أنه رأى موسى عليهالسلام قائما في قبره يصلي ، ذكره شيخ شيوخنا القسطلاني في «المواهب اللدنية» ثم نقل في موضع آخر أن الأعمال قد تكون مضاعفة في الموضع الذي ضم أعضاء رسول الله صلىاللهعليهوسلم باعتبار أنه حي وأن أعماله مضاعفة أكثر من كل واحد. والغريب منه أنه قدح بما قدح ونسي ما أورده من أنه تعالى أجلس رسول الله صلىاللهعليهوسلم معه ** على العرش ، مع أنه لا سند له في هذا اللفظ فيما نعلم ، وإنما قيل في تفسير المقام المحمود هو إجلاسه إياه عليه الصلاة والسلام على العرش. وروي عن مجاهد أنه قال : يجلسه معه على العرش ، فقال ابن عطية : هو كذلك إذا حمل على ما يليق به تعالى. وبالغ الواحدي في رد هذا القول ، إلا أن الحافظ ابن حجر ذكر أن قول مجاهد هذا ليس مدفوعا نقلا ولا نظرا كما نقله شيخ شيوخنا المشار إليه ا ه.
قال في الكواكب السائرة بعد أن ترجمه بنحو ما هنا : أفادني تلميذه محمد بن محمد الكواكبي مفتي حلب أنه توفي سنة سبع وسبعين وتسعمائة أي بعد ابن الحنبلي بست سنين.
٩٠٥ ـ إبراهيم بن أحمد الحراكي المتوفى سنة ٩٧٨
إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن أبي بكر بن حسين بن عمر بن علي بن إبراهيم بن علي زين العابدين بن أبي محمد عبد الله الحراكي السيد الشريف الأحمدي السطوحي المتقدم ذكر جده.
ولد بحلب سنة ٩٠٨ ، وأخذ الطريقة الأحمدية عن الشيخ الصالح العابد الزاهد القدوة الشيخ محمد الحبال ، وجلس على السجادة ، ثم عن شيخ الإسلام الجمال يوسف بن حسن ليّه وإجازة كتب له عليها شيخ الإسلام الرضي الحنبلي ... وجلس في المدرسة الرواحية يذكر الله تعالى على قدم الزهد والعبادة وقيام الليل وصوم النهار وتلاوة الأوراد والاشتغال بطلب العلم مع المطالعة الجيدة في كتب السادة الصوفية ، إلى أن توفي بحلب سنة ٩٧٨
__________________
(*) في «در الحبب» : فلا مانع أن يحجو ...
(**) في «در الحبب» : جنبه.