هناك المواعظ الحسنة حتى حصلت له حظوة تامة عند بعض أركان الدولة. وجمع الكتب النفيسة مما وقف عليه ووهب له ، ونال من المال الجم ، ما كثر وعم ، كل ذلك مع أن أباه كان حمّالا ترّاسا كما قيل :
العلم يرفع بيتا لا عماد له |
|
والجهل يخفض بيت العز والشرف |
٨٥٨ ـ نصر الله الخلخالي المتوفى سنة ٩٦٢
نصر الله ابن الشيخ الفقيه محمد العجمي الخلخالي الشافعي ، مدرس العصرونية بحلب بعد بلدته ، شيخ زاده الخلخالي.
ذكي ، فاضل ، صالح ، سني ، متواضع ، ساكن ، مواظب على الصلاة بالجماعة ، حسن التعبير باللسان العربي.
توفي مطعونا سنة اثنتين وستين وتسعمائة ودفن داخل مشهد الحسين رحمهالله تعالى.
٨٥٩ ـ محمد بن محمد البيلوني المتوفى سنة ٩٦٢
محمد بن محمد بن الحسن الشيخ المقري الحافظ الخير شمس الدين أبو اليسر ، البابي الأصل الحلبي الشافعي ، إمام الحجازية بالجامع الأموي بحلب ، المشهور كأبيه وأخيه بابن البيلوني.
سمع على الكمال بن الناسخ ما سمعه أخوه وأجاز له ما أجاز له ، ولازم شيخ القراء المحيوي عبد القادر الحموي ، ثم الشيخ شمس الدين الأرمنازي في المحافل العظام.
ولم يزل على صلاح وفلاح وتواضع لابسا ما تيسر له من الأثواب إلى أنصاف ساقيه على نهج والده مقدما على حمل طبق العجين على عاتقه مع جلالته وإمامته إلى أن مات مطعونا سنة اثنتين وستين وتسعمائة ، ورفع سريره في مشهد عظيم ، ودفن بجوار والده.
وكانت له عمامة لا تصنع فيها ومعرفة بالطب جيدة رحمنا الله تعالى وإياه.