ونقشا وصنعة اللوح الذي يكتب فيه وصنائع أخرى تتم عشرين صنعة.
وكانت له سلعة * عظمى تناهز بطيخة بالقرب من كتفه ، سببها أنه طلب إلى آمد للنقش في عمارة جددت بها ، فرافقه نقاش مشرقي شيعي ، فشعر باسمه فضربه على ظهره بخشبة ضربا مبرحا أمرضه مدة وأدى إلى أن كانت له هذه السلعة.
ولما أسن هيأ له كفنا وقبرا وسألني في بيتين ينقشهما عليه فقلت :
أبو بكر النقاش أحوج سائل |
|
إلى رحمة تقصيه عن موجب الوزر |
فيا أيها المجتاز نحو ضريحه |
|
تمهل قليلا داعيا لأبي بكر |
ثم مات سنة سبعين بعد تجرده في بيته لتلاوة القرآن.
٨٩٥ ـ يحيى بن محمد البرهان المتوفى سنة ٩٧٠
يحيى بن محمد بن عبد الرحمن الشيخ شرف الدين الحلبي المعروف بابن البرهان ، صاحبنا.
من بيت كبير قديم بحلب كانوا يعرفون ببيت البرهان. قيل إنه اجتمع منهم أربعون رجلا من الكبراء المتعممين في عصر واحد ، وإنهم لم يسموا ببيت البرهان إلا لغلبتهم بالعلم على غيرهم حتى كأنه برهان لهم على غيرهم ، لا لأن من أجدادهم من كان يسمى بالبرهان.
صحبنا الشيخ شرف الدين في التفقه على الزين بن فخر النسا ، وانفرد هو بالتفقه على الشمس بن بلال وقراءة شيء من المنطق عليه.
ومضى إلى القاهرة تاجرا فاشتغل بها أيضا على الشهاب أحمد بن الصايغ الحنفي في الفقه ، وسمع بقراءة غيره عليه في الطب. قال : وكان أمة في الطب يقرأ عليه فيه المسلمون ثم النصارى ثم اليهود. قال : وإنما تعلقت بالطب لاحتراق فاحش حصل لي ، فعالجت نفسي منه بنفسي ، إلا أنه عرض للشيخ شرف الدين بعد ذلك أن استولت عليه السودا ، فبذل ما كان عنده من المال في علاجها وصار من فقراء المسلمين يحسن إليه بعض أفراد الأجواد وهو مجاور بحجازية الجامع الأموي بحلب. وعاد بعض من لا ديانة له يعبث به
__________________
(*) السلعة : زيادة في البدن كالغدة.