نفسه. وكان رحمهالله متكلما بالخير عند الحكام كثير الرأفة والرحمة على الفقراء والمساكين مساعدا لهم فيما يهمهم عند الحكام بحيث لو أمكنه أن ينفق من ماله لدفع الظلم عنهم لفعل ، وكان لأهل بلدته وأبناء جلدته كالأب الشفوق يذب عنهم ويسعى فيما ينفعهم ويصلح بين المتشاحنين ويوجد في أفراحهم وأتراحهم وتهانيهم وتعازيهم ، ويعدون حضوره عندهم في مجالسهم ومحافلهم من اليمن والبركة ، وكان طبعه إغاثة الملهوف ودأبه إكرام الضيوف.
وقد انتظم حال التكية في زمنه ومدة خلافته ومشيخته أكمل النظام ، وجد فيها بعض الأماكن والحجرات ، وسعى في إصلاح شأنها بماله وبدنه وسعيه ومباشرته ، وكان لا يرفع يده من ترميم بعض الأماكن وتجديد بعض الأواني والآلات واللوازم لها ، وهو الذي سعى في فرش البلاط في سماوي التكية من أوله إلى آخره ، ونظم أحوال الدراويش بالرعاية والإحسان إليهم وتربيتهم.
وكان للناس عليه كمال الإقبال والمحبة له والاعتقاد لما عرفوه وتحققوه من صفاء سريرته وحسن سيرته.
وكان ملازما للأوراد والأذكار إلى أن توفاه الله تعالى صبيحة يوم الثلاثاء ثالث عشر ذي الحجة سنة تسع عشرة وماية ألف ، وكان يوم وفاته يوما مشهودا وجنازته حافلة ، ولم يبق أحد من الناس إلا وبكى عليه ، ودفن إلى جانب والده في التكية المذكورة قبلي مزار الشيخ الكبير وغربي المسجد رحمهالله تعالى.
١٠١٨ ـ أحمد بن عبد الحي الحلبي الشافعي نزيل فاس المتوفى سنة ١١٢٠
ترجمه في كتاب «نشر المثاني لأهل القرن الحادي عشر والثاني» لأبي عبد الله محمد ابن الطيب القادري الحسني المغربي الفاسي ، وهو مطبوع بفاس ، فقال :
ومنهم الأديب الشهير العالم الصوفي الكبير الولوع بالأشواق النبوية والأمداح المصطفوية ، المحب الأسد الأبرع الأنور ، سراج الدين أحمد بن عبد الحي الحلبي الشافعي الفاسي وفاته ، كان ممن ذاق الحب النبوي وساغه ، وحمل فيه لأهل زمانه راية البلاغة ، قوال مكثار ، لا يستطيعه ابن الحسين ولا مهيار ، ممن أعجز كل مديح ، وحاز في هذا الباب الفخر الصريح ، أنفد عمره في الأمداح النبوية ، واغتنم بها طلب السعادة الأبدية ، وأكثر