الجركسية سوى كافلها ، والثلاثة الباقون حاجب الحجاب وأمير ميسرة وداودار السلطان.
وكان الأمير ناصر الدين قد تزوج بجهة الناصري محمد بن أزدمر كافل حلب في آخر أمره ، فظفر منها بجواهر ثمينة في حياتها وبعد مماتها ، ومع هذا كله لم يقنع بما استولى عليه حتى استولى على أوقاف جده التي أنشأها بمحلة سويقة علي ومحا اسمها وصارت كلاب الصيد تدخلها وتخرج منها ، وطيوره توضع فيها فتنجسها ، وكان بها إمام ومؤذن فأبطلهما.
ثم إنه ارتضى لنفسه أن يكون أمين الجردة بحلب فصار أمينها ، ثم تنقل في الأمانات كأمانة عزاز ونحوها ورضي لنفسه بذل الوقوف بين يدي بعض الدفتر دارية بحلب. وأكثر من الظلم حتى قتل بعض أعوانه فلاحا بمزيد ضربة كأنه أعد لحربه * ، ثم آل أمر الناصري إلى أن صدع وفجع بموت ولد له نشأ شهما محبوبا في قلوب كفال حلب وقلوب غيرهم ، ولم يكن له من الذكور غيره ولا رزق بعده ذكرا ، ثم تلاه بالوفاة.
ورآه بعض الناس في المنام وهو يأكل قطرانا أعاذنا الله والمسلمين كافة من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.
٨٥٠ ـ يحيى بن يوسف الحنبلي المتوفى سنة ٩٥٩
يحيى بن يوسف بن عبد الرحمن قاضي القضاة نظام الدين أبو المكارم الربعي الحلبي التاذفي الحنبلي القادري ، عمي شقيق والدي.
ولد بحلب سنة إحدى وسبعين وثمانمائة ، وتفقه على أبيه وعلى بعض المصريين ، وأجاز له المشايخ الآتي ذكرهم في ترجمة والدي.
وقرأ بمصر على المحب أبي الفضل ابن الشحنة والجمال بن شاهين سبط الحافظ ابن حجر سنة سبع وثمانين وثمانمائة وأجازا له ، ثم سمع على الأول بقراءة أبيه ثلاثيات البخاري وتناول منه البخاري مناولة مقرونة بالإجازة ، ثم قرأ على الثاني ثلاثيات الدارمي وتناول جميع مسند الدارمي وأجاز له. وقرأ موافقات الدارمي وثلاثيات ابن ماجة والمجالس
__________________
(*) في الأصل : حربه.