واعمل بنصح مسدد |
|
من في تجارته ربح |
ما كان إلا ما يريد فدع مرادك وانطرح |
||
واترك وساوسك التي |
|
شغلت فؤادك تسترح |
١٠٠٥ ـ محمد بن محمد البخشي المتوفى سنة ١٠٩٨
محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن أحمد المعروف بالبخشي البكفالوني ، الحلبي الشافعي المحدث الفقيه الصوفي العذب الطريقة كعب الأحبار.
ولد ببكفالون بفتح الموحدة : قرية من أعمال حلب ، وبها قرأ القرآن ، ونشأ في حجر والده. ورحل في أوائل طلبه إلى دمشق وأخذ عمن بها من علمائها كالشيخ عبد الباقي الحنبلي والشيخ محمد الخباز البطنيني وشيخنا الشيخ محمد بن بلبان وشيخنا الشيخ محمد العيثاوي وغيرهم. وأخذ طريق الخلوتية عن العارف بالله الشيخ أيوب الخلوتي وقرأ عليه جملة فنون ، وأطلعه على أسرار علمه المكنون ، حتى نال منه غاية الأمل ، وأثمرت له غيث دعائه أغصان العلم والعمل ، فرجع إلى أهله بنعم وافرة. ثم توطن حلب وأخذ بها عن عالمها محمد بن الحسن الكواكبي المفتي بها ، وأقام على بث العلم ونشره في غالب أوقاته وانتفع به كثير من فضلاء حلب.
وله من التآليف الشافية نظم الكافية وشرح على البردة وغيرهما.
وسافر إلى الروم في سنة ست وثمانين وألف ، واجتمعت به بأدرنه ، ثم اتحدت معه اتحادا تاما فكنا نجتمع في غالب الأوقات ، وكنت شديد الحرص على فوائده وحسن مذاكرته مع الأدب والسكينة. وما رأيت فيمن رأيت أحلم ولا أحمل منه ، وكان روّح الله تعالى روحه من خيار الخيار ، كريم الطبع مفرط السخاء. ثم اجتمعت به بقسطنطينية بعد عودنا إليها ، وكان لأخي الوزير الأعظم الفاضل مصطفى بيك عليه إقبال تام وله إليه محبة زائدة ، وكان جاء إلى الروم بخصوص التكية الإخلاصية الخلوتية بحلب ، فتوجهت إليه وتوجه إلى حلب وأقام بالتكية المذكورة مبجلا معظما مقصودا ، ثم نازعه فيها بعض الخلوتية فلم تتم له وبقيت على صاحب الترجمة ، ودرّس بالمقدمية التي بحلب.
ثم بعد مدة مل الإقامة بحلب فقصد الحج بنية المجاورة وأقام ابنه محمدا مقامه في المشيخة ،