قدم والده حلب في حدود سنة ... ورأس بها ، وبعد صيته واشتهر أمره في حسن المعالجة. ذكره الرضي الحنبلي في تاريخه. قدم هاشم مصر واشتغل على علمائها ، وبرع في المعقولات ، واشتغل بمطالعة كتب الطب حتى حصل على الحظ الأوفر منه بقراءة بحث وتدقيق ، وأجيز في عدة كتب من المشايخ العظام وجل الأطباء الكرام.
ثم قدم حلب فحصل له الحظوة بالأكابر والحكام وهرعت إليه الناس لما يجدون من بركة يده في المعالجات ، وتصون لسائر الأمراض والعلات. ثم تزوج بحلب وأعقب من ولديه ناصر الدين الآتي ذكره وهذا صادق ، فأكثر من التنقلات في البلاد والمخالطة مع العباد والزهاد لتحصيل الفوائد والتقاط الفرائد ، فلا يزال يجني ثمرات المسائل من أربابها ، ويأخذ المجربات الصحيحة عن أصحابها ، إلى أن حصل عن شيء لم يحصل عليه إنسان ، وبرع في الطب بما فاق به الأقران. ثم رأى اقتفاء أثر آبائه في العلاج ، وتقيده لمداواة الأبدان أوضح منهاج ، فجلس في حجرة آبائه بالباب الغربي من أموى حلب يتعاطى صنعة العلاج يبرىء بصحيح علاجه الامراض ، ويزيل عن الاجساد العلل والاعراض ، والناس تهرع إليه ، وتعول في الأمور عليه ، لما يجدون من بركة يديه.
ناب مدة بتوقيت حلب بجامعها الأموي من غير أجرة قاصدا الأجر والثواب من الملك الوهاب ، ثم تنزه وتخلف في الطريقة القادرية من العلامة شيخ الإسلام الزيني عمر العرضي ، ولزم الذكر والعبادة وقراءة القرآن والتلاوة ، إلى أن اخترمته المنية يوم الثلاثاء ثاني عشر جمادى الأولى سنة ١٠١٦. وأعقب صادق من ولده الشمس محمد الآتي ذكره في المحمديين. (من مجموعة العرضي)
٩٤٥ ـ أحمد بن عمر الحمامي العلواني المتوفى سنة ١٠١٧
الشيخ أحمد بن عمر الحمامي العلواني الخلوتي الشافعي ، نزيل حلب ، الشيخ البركة.
تأدب على يد أستاذه أبي الوفا العلواني ، قرأ عليه في مقدمات العلوم ، ولازمه في حضور مجالس شكوى الخاطر. ثم سلك على يد ابن أخيه الشيخ محمد فكان بينه وبين الشيخ علوان رجل واحد هو الشيخ أبو الوفاء ابن الشيخ علوان.
ثم خرج من بلدته حماة لحدة مزاجه وضيق أخلاقه وذلك بعد موت مشايخه ، فورد