ثم إن بني المحب اشتروا له دارا بمحلة سويقة حاتم وحبسوها عليه وعلى ذريته ، وهي الآن بيد بنته.
توفي رحمهالله تعالى في شهر رجب سنة ثلاث وعشرين ومائة وألف ، ودفن بمدفن بني المحب خارج محلة الهزّازة بالقرب من قبة الولي المشهور السيد علي الهمذاني قدسسره.
ورثاه العلامة إسحق أفندي البخشي بأبيات مكتوبة على لوح قبره وهي :
صوب الدموع العندميه |
|
تسقي معاهدك الزكيه |
ورضى الإله معاهدا |
|
في كل صبح مع عشيه |
فيه المحاسني مصطفى |
|
الزاكي النفس الرضيه |
فاندبه فيه مؤرخا |
|
مات فقه الشافعية |
وكثرت المراثي فيه وبواكيه إذ لم يخلف مثله رحمهالله تعالى ا ه (من خط أبي المواهب ميرو).
١٠٢٦ ـ أحمد بن محمد الكواكبي المتوفى سنة ١١٢٤
أحمد بن محمد بن حسن بن أحمد الكواكبي الحلبي الحنفي ، مفتي الحنفية بها ، العلامة الصدر ، والعلم العالم الأديب الماهر الفرد الوحيد ، ناشر ألوية الفضل وحامل لوائه ، والوارث المجد عن آبائه.
كان من أعيان العلماء محققا ، فضيلته شهيرة دائما ، مشغولا بالمطالعة والعبادة ، صارفا عمره بالاشتغالات في العبارات العلمية ، عابدا فالحا.
ولد بحلب في سنة أربع وخمسين وألف ونشأ بها ، وأخذ العلم عن علمائها الفحول والواردين إليها ، وقرأ التفسير على والده المحقق المولى الكواكبي ، والفقه على الشيخ زين الدين أمين الفتوى ، وأخذ المعقولات عن الفاضل السيد أبي بكر المعروف بنقيب زاده ، والحديث عن الشيخ أبي الوفا العرضي ، والآلات عن الشيخ عثمان الشعيفي. وأخذ كثيرا من الفنون على كثير من العلماء ، منهم الشيخ إبراهيم بن حسن الكوراني ثم المدني. وبرع وفاق ، وفهد بفضائله الآفاق ، وألف وأفاد ، وصنف وأجاد. وكتب على مواضع كثيرة