وقد ذكر أثناء التراجم أسباب تأليفه بعض مؤلفاته ، وصاحب الكشف تعرض لذلك أيضا وفي نقل ذلك طول ، فاكتفيت بهذا المقدار.
هذا ما وقفت عليه من مؤلفات هذا العالم الجليل ، ولعل له في الزوايا خبايا يعثر عليها بتتبع المكاتب ، فقد كان رحمهالله كثير التحرير والتحبير كما رأيت وبالله التوفيق.
٩٠٢ ـ إبراهيم بن بخشي دده خليفة المتوفى سنة ٩٧٣
إبراهيم بن بخشي بالموحدة ابن إبراهيم الصونسي الحنفي ، المشهور بدده خليفة.
أول من درس بمدرسة خسرو باشا بحلب ، وأول من أفتى بحلب من الروميين ، صحبناه فإذا هو مفنن ذو حفظ مفرط حتى ترجمه عبد الباقي العربي وهو قاضيها بأنه انفرد في المملكة الرومية بذلك مع غلبة الرطوبة على أهلها واستيلاء النسيان عليهم بواسطتها. وذكر هو عن نفسه أنه كان بحيث لو توجه إلى حفظ التلويح في شهر لحفظه ، إلا أنه واظب على صوم داود عليه الصلاة والسلام ثماني سنين فاختل دماغه فقل حفظه.
ولم يزل بحلب على جد في المطالعة وديانة في الفتوى إلى أن ولي منصب الإفتاء بأزنيق من بلاد الروم. وكان يقول : لو أني أعطيت بقدر هذا البيت ياقوتا ما حلت عن الشرع قدر شبر.
ووقفت له على مؤلفات ، منها رسالة في تحريم اللواط ، وأخرى في بيان أقسام أموال بيت المال وأحكامها ومصارفها ألفها باسم السلطان مصطفى بن سليمان بن عثمان وجمع فيها فأوعى ، وأخرى في تحريم الحشيش والبنج انتخبت منها رسالة لطيفة وشرحتها شرحا سميته «بظل العريش في منع حل البنج والحشيش» ، فاطلع عليه فوقع عنده موقعا عظيما وأخذ به نسخة.
وطالما تتبع الفوائد الجديدة والمؤلفات الغريبة المفيدة لا سيما الفقهية فاقتناها. وطلب مني يوما كتابا من كتب الزاهدي فقلت له : أيفتي منها وهو معتزلي العقيدة؟ قال : نعم لأنه حنفي الفروع ، وكذا كل معتزلي ، وأنا أحسن الظن به وبغيره من العلماء مع أن قنيته مختصرة من كتاب كذا لبعض الحنفية وليس فيها مما قاله هو من نفسه إلا قليل عزاه إلى نفسه.