لها باب من جهة الغرب ومكتوب على هذا الباب :
(١) أنشأ هذا المعروف المقر الأشرف العالي المولوي المالكي المخدومي السيفي
(٢) سودن المظفري الظاهري مولانا ملك الأمراء كافل الممالك الحلبية المحروسة أعز الله
(٣) أنصاره وذلك بتاريخ شهر شعبان المكرم سنة ثمان وثمانين وسبعماية ا ه.
وكان المتولى على هذا الجامع الشيخ أحمد الحجار المتوفى سنة ١٢٧٨ ، وكان خطيبا فيه أيضا ، وبعد وفاته ولي الشيخ يحيى النعسان ثم صالح آغا الملاح ، وفي أثناء توليته فرش أرض الجامع وأرض الرواق الشرقي بالرخام وعمر الباسطية وقد كانت متخربة وترس المنارة ، ثم ولي أحمد آغا الملاح ، وفي أثناء توليته جدد الرواق الغربي وذلك سنة ١٣٠٣ كما هو منقوش على جداره وفرش أرض القبلية بالرخام.
وبعد وفاته ولي وحيد آغا الملاح وهو الآن تحت توليته والناظر عليه سعادة مرعي باشا الملاح حاكم حلب. وله من العقارات نحو ٤٠ عقارا ووقفه عامر ، كما أن الجامع عامر بالمصلين أيضا لما قلناه في الكلام على جامع الحدادين من أن أهل هذه المحلات لهم عناية تامة بالمحافظة على الصلاة بالجماعة في الأوقات كافة.
٩٢٨ ـ نصوح بن يوسف الأرنؤوطي المتوفى سنة ٩٨١
نصوح بن يوسف ، الأرنؤوطي أصلا السلانيكي بلدا ومولدا ، الحنفي ، مفتي حلب ومدرس الخسروية بها بعد الشيخ تاج الدين إبراهيم الصونسي المتقدم ذكره.
رحل من بلدته سلانيك وهي البلدة المشهورة التي افتتحها السلطان مراد بن عثمان إلى القسطنطينية لطلب العلم وهو يومئذ قريب من درجة المعيدين ، فحصل ، ثم صار تذكر جيا عند بعض قضاة العسكر ، ثم مفتيا بلارنده من مملكة قرمان ، ثم مفتيا ومدرسا بآمد ثم بحلب. وبقي بها على سمت التواضع وطرح النفس ، يدرس فيها بمدرسته التلويح فما دونه ، والناس منه راضون ، ومحمد باشا ابن توقكين المتقدم ذكره يعظمه جدا وهو يومئذ باشا حلب لقرابة كانت بين أبويهما ، إلا أن قاضي حلب أحمد بن محمود كان يمزق بعض فتاويه ، ففر من يده إلى الباب العالي ليخلص من فتوى حلب ويترقى أسوة أقرانه