٨٨٨ ـ عبد الوهاب العرضي المتوفى سنة ٩٦٧
عبد الوهاب بن إبراهيم بن محمود بن علي بن محمد بن محمد بن الحسين الشيخ تاج الدين ، العرضي الأصل ، الحلبي الشافعي ، شقيق أقضى القضاة شمس الدين محمد الماضي ذكره.
تفقه على شيخنا البرهان العمادي وغيره. وفي سنة ثمان وعشرين سمع من شيخنا الزين عمر الشماع جميع ثلاثيات البخاري وقرأ عليه جميع جزء أبي الجهم العلاء بن موسى بن عطية الباهلي وأجاز له بسؤاله رواية ما يجوز له روايته بشرطه المعتبر. ثم استجازه الشيخ لينال رواية ما يجوز له روايته بشرطه
المعتبر. ثم استجازه الشيخ لينال رواية الأكابر عن الأصاغر ، فأجابه ، ولكن وقع في المجلس شيء ، وذلك أن شيخنا كان قد ذكر له إذ ذاك أن شيخه العز بن فهد قرأ الجزء المذكور على القاضي جلال الدين عبد الرحمن بن نور الدين على ابن شيخ الإسلام سراج الدين ابن الملقن بسماعه له على البرهان الشامي ، فادعى عند شيخنا أن المراد بالبرهان الشامي البرهان الحلبي ، فقال له الشيخ : لا بل المراد به التنوخي ، فصمم على أن المراد الحلبي ، واستدل على ذلك بأن البرهان الحلبي أخذ عن السراج ابن الملقن ، فيكون حفيده الجلال أخذ عنه ، وبأن أهل مصر يطلقون على من كان من حلب الشامّي مع أن الحق كما قال شيخنا : إن البرهان الشامي هو التنوخي الضرير المتوفى في القرن الثامن.
قال شيخنا في كتابه «عيون الأخبار فيما وقع لجامعه في الإقامة والأسفار» : ولنا تنوخي * آخر اسمه إبراهيم ولقبه برهان الدين ، وهو دمشقي يعرف بابن الغرس ، وهو ممن توفي في القرن التاسع ، وليت المعترض اشتبه عليه البرهان الضرير بهذا المشهور بابن الغرس. انتهى. أي ليته التبس عليه ذاك الذي قيل له الشامي بمن هو دمشقي لا حلبي ، لأنه يقال لمن كان دمشقيا إنه شامي ، فهو أقرب إلى الالتباس به ، لكن التبس عليه بمن هو أبعد عن الالتباس به ، على أن الملازمة التي اعتبرها ممنوعة ، إذ لا يلزم من أحد شخص عن آخر أن يكون الآخر فضلا عن حفيده آخذا عن ذلك الشخص ، على أن من الجائز أن يكون الحفيد ممن أدرك ذلك الشخص ، وأيضا لم يسبق أن تسمية ذلك بالشامي تسمية
__________________
(*) في در الحبب : وإن التنوخي.