آبائه وتلمذ لكم وهو عالم فاضل فلا يليق بالخلافة غيره ، فقال لهم : لا ، الخليفة عليكم بعدي قايا جلبي ، وكرّروا هذا الأمر مرارا وهو يقول لهم كذلك. ثم انحل الشيخ أحمد عن تلك الحالة وأدركه الموت فقال : أشهد الله أني أموت على طريقة الشيخ علوان. وكان ربما اقتصر في اليوم على رغيف.
وكانت وفاته في سنة سبع عشرة بعد الألف ، ودفن بجانب الشيخ شاه ولي ملاصقا لمقام الخليل عليهالسلام.
٩٤٦ ـ محمد بن علي الرامحمداني نقيب الأشراف المتوفى سنة ١٠١٩
محمد بن علي بن يوسف بن فياض السيد شمس الدين الرام حمداني ثم الحلبي ، المعروف بالقاضي الشافعي ، نقيب السادة الأشراف.
قدم جده الشيخ فياض من بلاد حوران واستوطن قرية رام حمدان وأولد بها الجمالي يوسف ، فنشأ على قدم الصلاح ، وأخذ الطريقة الأحمدية على الشيخ محمد المنيّر ، وبنى له زاوية برام حمدان وجلس على سجادة الإرشاد يهرع إليه كثير من الناس من معاملة تلك البلاد.
وأما المترجم فإنه قدم حلب من قرية رام حمدان من أعمال حلب سنة ... على قدم الفقر والتجريد وعلى لبس عباءة لا يزيد ، وأخذ له حجرة بجامع الطواشي ، واشتغل بتحصيل العلم على الجمالي يوسف بن حسن ليه فقرأ عليه المحلى شرح المنهاج وأجازه فيه ، وعني بمطالعة كتب الفقه فحصل منها المسائل الشرعية ، وتقيد بقضاء مصالح الجمال يوسف الإسحاقي نقيب السادة الأشراف بحلب ففوض إليه جميع أموره وصار يستضيء بنور رأيه. ثم أخذ وكالة خان الخراطين بعد كتابته ، فحسن حاله بذلك ، واشترى له دارا بالقرب من جامع البهرمية فأحسن عمارتها ، واستنيب في فسخ الأنكحة من قبل من تولى حلب من القضاة ، وجلس بالمحكمة الشافعية مع ذلك يتعاطى الأحكام الشرعية ، وحصل له الحظوة عند القضاة والحكام حتى هرع إليه الخاص والعام.
ثم تولى نقابة الأشراف بموت العز الإسحاقي ابن أخي الجمال يوسف نقيب السادة الأشراف بحلب ، ثم تنزه عن الجلوس في المحكمة لما فيه من معاداة الناس والوقوف تحت