لكن يفترق هذا الأثر عن ذاك أن أثر الكف هنا على ما حدثت طبيعي والحجر لونه أزرق يشبه الحجر الذي في بلاد الحجاز ، وأما الحجرة التي فيها القدم فهي صفراء وآثار الصناعة بادية فيها كما قدمنا والله أعلم.
ومنذ سنة أعني سنة ١٣٤٤ وضع فوق هذه الحجرة دف وسمر منعا للنساء من المجيء قبيل صلاة الجمعة للتبرك بهذه الكف وغسلها بالماء وأخذ هذا الماء لتكثير الحليب.
وفي الجدار الشرقي من القبلية شباك مسدود وقد كتب عليه :
(١) أنشأ هذا الرباط فقير رحمة ربه الكريم أحمد بن موسى السعدي على نفسه مدة حياته
(٢) ثم من بعده على الفقراء الأبايزيدية الغرباء الأفاقية بتاريخ شهور سنة ثمان وعشرين وثمانمائة ا ه.
وهو شباك لزاوية كانت ملاصقة لهذا المكان. قال أبوذر بعد العبارة التي ذكرناها في أول الكلام على هذا الجامع : وقد أحدث الشيخ أحمد الحنفي القصير ، وله اشتغال وميل إلى التصوف ، وهو لبق حسن السمت ، زاوية شرقي هذا الجامع وفتح منها شباكا إلى الجامع المذكور ، وكان يعتكف في هذه الزاوية وينزل الفقراء عنده ، وجعل لنفسه مدفنا فيها فدفن فيه ، وكان يتردد إلى والدي رحمهماالله تعالى. وهذا الرجل كان له جنينة في بابلّى ، وكان بها عمارة ، فدعانا إليها مع الفقهاء الحنفية فمضينا إليه وكان له وظائف بحلب ، فتوفي عن غير ولد فأخذ وظائفه الناس ا ه.
وهذه الزاوية دخلت الآن في الخان الذي هو شرقي الجامع المعروف بخان القطن. وإنك إذا دخلت إلى القبو الداخلي في هذا الخان وهو القبو الثالث تجد قبوا واسعا مربعا مرتفع السقف هو مكان الزاوية ، وتجد الشباك الذي ينفذ إلى قبلية الجامع مسدودا والقنطرة هناك بادية. وقبلي هذا القبو قبو آخر تجد عن يساره بابا صغيرا مسدودا هو باب التربة التي دفن فيها الشيخ أحمد السعدي باني الزاوية ، بل في هذه التربة قبر أو قبران لم أقف على صاحبيهما ، وظهر لي من القناطر التي على طرفي القبوين الأول والثاني أن هذا المكان كان سوقا أو سوقين ، فإن قناطر الدكاكين بادية فيه. وبلغني أن هذين السوقين كانا وقفا لهذا الجامع ولا أعلم الوقت الذي تغلب فيه على هذه الأمكنة ، ثم بيعت واتخذت خانا أصبح ملكا تتداوله الأيدي. وشمالي هذا الجامع مراحيض ينزل إليها بدرج تسمى الباسطية