في التفسير ، ودون حاشية على جزء البنا ، وحاشية على منظومة والده في الأصول المسماة «منظومة الكواكب» وشرحها «إرشاد الطالب». وله تحريرات على المطول والتلويح وغير ذلك ، لكنه لم يخرج أكثرها من المسودات.
ولازم المولى شيخ الإسلام علامة الآفاق يحيى بن عمر المنقاري. ودخل طريق المدرسين والموالي في دار الملك قسطنطينية المحمية وعزل عن مدرسة بأربعين عثماني. ففي سنة ست وتسعين وألف توفي والده الشهير العلامة ، فأعطي مكانه فتوى حلب بلدته مع مدرسة الخسروية باعتبار رتبة السليمانية. ففي سنة ست ومائة وألف في ذي الحجة أعطي رتبة قضاء القدس الشريف. ثم في سنة إحدى وعشرين ومائة وألف في شعبانها أعطي قضاء أزنيق على طريق الأربلق. وفي سنة إحدى وعشرين ومائة في جمادى الأولى أعطي قضاء طرابلس الشام. وبعد عزله توجه إلى القسطنطينية وجرى له مع علمائها مباحث ومذاكرات نفيسة في أنواع العلوم ، وله في أهلها القصائد اللطيفة والمدائح البديعة ، إلا أنها لم تدون.
ولما كان قاضيا بطرابلس الشام أنشد فيه ممتدحا العالم الشيخ محمد التدمري الطرابلسي قوله :
على فترة قاض أتانا كيوشع |
|
فردت شموس الفضل بعد الغياهب |
فقل للمدعي إن رام يبلغ شأوه |
|
محال ومن يبلغ بلوغ الكواكب |
وقد ترجم المترجم خاتمة البلغاء السيد الأمين المحبي الدمشقي في ذيل نفحته وذكر له من شعره وقال في وصفه : سابق حلبة الإحسان ، والحجة البالغة في فضل الإنسان ، بهمة دونها فلك التدوير ، وشهاب تأبى أن تنطبع في قالب التصوير ، لا يبعد على قدره نيل السها ، ولا تعز على شيمته في المعاني سدرة المنتهى ، وثائقه في المجد ثابتة ، وأغصان محامده في رياض الشرف نابته ، فهو أعظم من أن يفي قول بأوصافه ، وأكبر من أن يقاس طول بمعروفه وإنصافه ، وهو الآن مفتي تلك الديار ، وعند حماه تلقى عصا التسيار ، فهو كالكعبة يزار ولا يزور ، وأم الفضائل بمثله مقلاة نزور. وتآليفه وتحريراته ، وفتاويه وتقريراته ، ملء النواظر والمسامع ، ورونق المحافل والمجامع ، ولأقلامه صرير من سرور الصواب ، بتحرير فتاوي شقت صدور الجواب. وله شعر تسمو به اليراعة وتعلو ، وتنمو به فرائد البراعة وتغلو ، فمنه قوله مضمنا مطلع قصيدة المتنبي :