من القصائد الرفيعة ، والأزجال البديعة ، فتارة يتغزل على طريق النسيب ، وتارة يصرح أولا بالمديح ويأتي في كل بالعجب العجيب ، فله في ذلك ديوان كبير. وله تآليف أحدها «الدر النفيس في مناقب مولانا إدريس» (هو الذي فتح المغرب الأقصى وأدخل إليه الإسلام) ومنها «كشف اللثام عن عرائس نعم الله تعالى ونعم رسول عليهالسلام» ، و «السيف الصقيل في الانتصار لمدح الرب الجليل» ، و «فتح الفتاح على مراتع الأرواح» ، و «معراج الوصول في الصلاة على أكرم نبي ورسول» ، و «مناهل الصفا في جمال ذات المصطفى» ، و «مناهل الشفا في رؤية المصطفى» ، و «السيف المسلول لقطع أوداج الفلّوس المغلول» (الفلّوس في الصطلاح المغاربة فرخ الدجاج) ، وهو رجل أنكر عليه نداء النبي صلىاللهعليهوسلم باسمه مجردا عن السيادة في قصيدة يقول فيها :
وحقك يا محمد ما رأينا |
|
نظيرك في جميع العالمينا |
وله مقامات عارض بها مقامات الحريري ، و «الكنوز المختومة في الساحة المقسومة لهذه الأمة المرحومة» في ثلاثة أسفار ، وله شرح على قصيدته العينية المسماة «بمراتع الأرواح في كمالة الفتاح».
وأثنى عليه أهل عصره كالشيخ أبي عبد الله سيدي محمد بن عبد القادر الفاسي وأخيه الحافظ سيدي عبد الرحمن وأبي عثمان سعيد بن أبي القاسم العميري والشيخ أبي عبد الله القسمطيني والقاضي أبي عبد الله المجاصي والقاضي أبي مدين السوسي وأبي العباس المجلدي وأبي العباس بن يعقوب فيما رأيت بخطوطهم.
ومن تأليفه «ريحان القلوب في ما للشيخ عبد الله البرناوي من أسرار الغيوب» في مجلد ، وقد طالعت منه غير مرة.
وكان الشيخ اليوسي من المعجبين بنظمه ، وكان يقضي له كل ضرورياته من ماله لغربته ونفاسة علمه ، حتى نظم قصيدة تكلم فيها على لسان الحق ، فنقر (عاب) عليه الشيخ اليوسي ذلك وزجره عنه ونهاه ، فلم ينته ، فهجره وقطع عنه ما كان يصرفه عليه.
وقد دام على المدح النبوي حتى قبضه الله على تلك الحالة ، فتوفي في جمادى الثانية من عام عشرين ومائة وألف ١١٢٠ ودفن بمطرح الجنة خارج باب الفتوح من فاس رحمهالله. ا ه. كلام النشر.