وبلابل الأفراح غنت في الربا |
|
طربا بمن ملأ الوجود سرورا |
بمجدد الدين الذي علم الهدى |
|
لا زال في ساحاته منشورا |
صدر له شم المعالي رتبة |
|
بالصدق يعرف ظاهرا وضميرا |
إنسان عين الدهر جوهره الذي |
|
ما مثله بين الأنام نظيرا |
ألقت له الدنيا مقاليد الملا |
|
فغدا العصيّ بعزمه مأسورا |
تجري الأمور بوفق ما يختاره |
|
فالعسر كان ببابه ميسورا |
ما قبلته كتيبة إلا غدا |
|
سلطانها من بأسه مقهورا |
فكأن وقع سيوفه في هامهم * |
|
قلم يسطر طرسهم تسطيرا |
كل الولاة لأمره منقادة |
|
حتى الزمان غدا له مأسورا |
يا أيها البدر الذي في أفقه |
|
أضحى على أهل الزمان منيرا |
بشرت طالعك السعيد بأنه |
|
في الخافقين بنى علا وقصورا |
هابتك أجناس الخلائق كلهم |
|
وغدا الكبير براحتيك صغيرا |
وعليّ قدر شارفت شرفاته |
|
شرف النجوم غدا لديك حقيرا |
لك هيبة لولا تبسم سنك ال |
|
ضحاك ألقت في القلوب سعيرا |
منها :
والعبد يعرض حاله فلقد غدا |
|
بالعزل ظلما جابرا مكسورا |
فغدا يكابد همه وغمومه |
|
في قعر دار لا يريد سميرا |
يدعو لسلطان البسيطة والذي |
|
أضحى بنصرة دينه مشهورا |
بعلاك يرجو أن يكون مؤيدا |
|
في خدمة تدع الفقير أميرا |
أيحل من كانت تراجعه الورى |
|
من كل مصر أن يرى محجورا |
فإذا تصادمت الفحول بمشكل |
|
أضحى بخافيه البهيم بصيرا |
وغدا يقول الفاضلون بأنه |
|
فخر غدا للفاضلين أميرا |
وامنن على قوم كرام لم يروا |
|
مما دهاهم منقذا ونصيرا |
كانوا بحال في الغنى متوسط |
|
حالت إلى حال أراه خطيرا |
لا زلت في أوج المعالي صاعدا |
|
متأيدا متأبدا منصورا |
__________________
(*) في الأصل وفي سلك الدرر : حامهم.