قال الخطيب : والحديث الثاني إنّما هو عن زيد بن الحباب لا عن إسحاق الأزرق :
وقد أخبرناه أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر المقرئ ، حدّثنا محمّد بن الحسن النقّاش ، حدّثنا يحيى بن محمّد بن عبد الملك الخيّاط ، حدّثنا إدريس بن عيسى المخزومي (١) القطّان ، حدّثنا زيد بن الحباب ، حدّثنا سفيان الثوري عن قابوس بن أبي ظبيان عن أبيه ، عن ابن عباس قال : كنت عند النبي صلىاللهعليهوسلم وعلى فخذه الأيسر ابنه إبراهيم ، وعلى فخذه الأيمن الحسين بن علي ، تارة يقبّل هذا وتارة يقبّل هذا ، إذ هبط عليه جبريل بوحي من ربّ العالمين ، فلما سري عنه قال : «أتاني جبريل من ربّي فقال لي : يا محمّد إنّ ربك يقرأ عليك السّلام ويقول لك : لست أجمعهما لك ، فافد أحدهما بصاحبه فنظر النبي صلىاللهعليهوسلم إلى إبراهيم فبكى ، ونظر إلى الحسين فبكى ثم قال : إنّ إبراهيم أمه أمة ومتى مات لم يحزن عليه غيري ، وأم حسين فاطمة وأبوه علي ابن عمي ، لحمي ودمي ، ومتى مات حزنت ابنتي وحزن ابن عمي ، وحزنت أنا عليه ، وأنا أؤثر حزني على حزنهما ، يا جبريل تقبض إبراهيم فديته بإبراهيم» ، قال : فقبض بعد ثلاث ، فكان النبي صلىاللهعليهوسلم إذا رأى الحسين مقبلا قبّله وضمّه إلى صدره ورشف ثناياه ، وقال : «فديت من فديته بابني إبراهيم» [١١٠٤٢].
قال الخطيب : دلس النقاش ابن صاعد ، فقال : حدّثنا يحيى بن محمّد بن عبد الملك الخيّاط ، وأقلّ مما شرح في أمر هذين الحديثين تسقط (٢) به عدالة المحدّث ويترك الاحتجاج به.
أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد الله ، أنبأنا أبو بكر الخطيب ، أنبأنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أنبأنا محمّد بن الحسن بن زياد المقرئ النقاش ، حدّثنا إدريس بن عبد الكريم قال : قال لي سلمة بن عاصم : أريد أن أسمع كتاب العدد من خلف ، فقلت لخلف ، فقال : فليجئ ، فلمّا دخل رفعه لأن يجلس في الصدر فأبى ، وقال : لا أجلس إلّا بين يديك ، وقال : هذا حق (٣) التعليم ، فقال له خلف : جاءني أحمد بن حنبل يسمع حديث أبي عوانة فاجتهدت أن أرفعه فأبى وقال : لا أجلس إلّا بين يديك ، أمرنا أن نتواضع لمن نتعلّم منه.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الحسن علي بن أحمد ، وأبو منصور بن
__________________
(١) سقطت من «ز».
(٢) بالأصل : سقط ، والمثبت عن د ، و «ز» ، وتاريخ بغداد.
(٣) كذا بالأصل ود ، وفي «ز» : حسن التعليم.