وقالا : ـ في القصر المعروف بالحسني على شاطئ دجلة ، ودفن في الرصافة ليلا ، وله من السن يومئذ تسع وأربعون سنة تنقص شهرا وأياما ، لأن مولده فيما ذكر لي في ربيع الأول يوم الأربعاء لليلتين خلتا من سنة تسع وعشرين ومائتين ، وأمّه أم ولد ـ زاد ابن عثمان : يقال لها : إسحاق وقالا : ـ أدركت أيامه وتوفيت قبله بسنتين.
أخبرنا أبو القاسم ، وأبو الحسن قالا : حدّثنا [ـ و](١) أبو منصور ، أنبأنا ـ أبو بكر الخطيب (٢) ، أنبأنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أنبأنا عثمان بن أحمد ، حدّثنا محمّد بن أحمد ابن البراء قال : ومات الموفّق يوم الجمعة لثمان بقين من صفر سنة ثمان وسبعين ومائتين ، ودفن بالرصافة مع أمه ـ رصافة بغداد ـ.
قال (٣) : وأنبأنا الحسن بن أبي بكر ، أنبأنا محمّد بن عبد الله الشافعي ، أنبأنا عمر بن حفص قال : وتوفي أبو أحمد الموفّق بالله يوم الأربعاء ودفن ليلة الخميس لثمان خلون من صفر أوّل يوم من حزيران سنة ثمان وسبعين.
قال الخطيب : كذا قال عمر بن حفص لثمان خلون من صفر ، والقول الأول أشبه بالصواب ، والله أعلم.
٦١٧١ ـ محمّد بن جعفر بن محمّد المعتصم بن هارون الرشيد بن محمّد المهدي
ابن عبد الله المنصور بن محمّد بن علي بن عبد الله بن عبّاس
أبو عيسى بن المتوكّل الهاشميّ (٤)
قدم دمشق مع أبيه فيما وجدت بخط أبي محمّد عبد الله بن محمّد الخطابي الدمشقي الشاعر.
بلغني أنه لمّا عزم المعتمد على الخروج إلى الشام والموفّق إذ ذاك يحارب الخائن (٥) بالبصرة والدنيا مضطربة أشار عليه أبو عيسى بن المتوكّل أخوه أن لا يفعل وحرص به ، فأبى عليه ، فقال أبو عيسى وعمل فيه لحنا (٦) :
__________________
(١) زيادة عن «ز» ، ود ، لتقويم السند.
(٢) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٢ / ١٢٧.
(٣) القائل أبو بكر الخطيب ، والخبر في تاريخ بغداد ٢ / ١٢٧ ـ ١٢٨.
(٤) ترجمته في الوافي بالوفيات ٢ / ٢٩٥.
(٥) يعني به صاحب الزنج ، وقد تقدمت الإشارة إليه.
(٦) البيتان في الوافي بالوفيات ٢ / ٢٩٥.