مندة يقول : لا يخرج الصحيح إلّا من ينزل أو يكذب (١).
سمعت بعض الأصبهانيين بها يحكي عن بعض شيوخه أن أبا عبد الله بن مندة كان إذا سئل عن شيء هل سمعته من شيخك فلان؟ فيقول : لا ، فيقال له : كيف فاتك هذا ، فيقول : ما فاتنا بالبصرة أكثر (٢) أو كما قال : وكان لم يدخل البصرة في طلب الحديث.
أنبأنا أبو عبد الله الفراوي وغيره ، عن أبي بكر البيهقي ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني وذكر ابن مندة فقال : كان بمصر في كتاب شيخ ـ يعني ـ حديثا لمحمّد بن عبيد بن حساب عن سفيان بن موسى ، عن أيوب عن (٣) نافع عن ابن عمر : في الشفاعة لمن مات بالمدينة ، فكتب على حاشيته إنّما هو عن سفيان عن موسى بن عقبة ، وأيوب ، وسفيان بن موسى عن أيوب خطأ ، عدّ الدارقطني هذا من أوهام ابن مندة لأن الصواب كما في الكتاب وهذا من أيسر أوهامه ، فإنّ له في «معرفة الصحابة» (٤) أوهاما كثيرة.
وقد أخبرنا بالحديث على الصواب أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ، أنبأنا أبو نصر بن قتادة ، أنبأنا أبو عمرو بن مطر ، حدّثنا أحمد بن الحسين بن نصر الحذاء ، حدّثنا الصلت بن مسعود ، حدّثنا سفيان بن موسى ، وكان ثقة ، حدّثنا أيوب ، عن نافع ، عن ابن عمر قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من استطاع منكم أن يموت بالمدينة فليمت ، فإنه من مات بالمدينة شفعت له يوم القيامة» [١٠٩٢٥].
أنبأنا أبو علي الحداد ، وحدّثني أبو مسعود المعدّل عنه ، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، قال (٥) : محمّد بن إسحاق بن محمّد بن يحيى بن مندة أبو عبد الله ، توفي سلخ ذي القعدة سنة خمس وتسعين وثلاثمائة ، حافظ من أولاد المحدّثين ، كتب بالشام ، ومصر ، وخراسان ،
__________________
(١) سير أعلام النبلاء ١٧ / ٣٣ وتاريخ الإسلام ص ٣٢٢ وتذكرة الحفاظ ٣ / ١٠٣٣.
(٢) سير أعلام النبلاء ١٧ / ٣٣ وتذكرة الحفاظ ٣ / ١٠٣٣ وقال الذهبي في سير الأعلام : ما دخل البصرة فإنه ارتحل إليها إلى مسندها علي بن إسحاق المادرائي فبلغه موته قبل وصوله إليها ، فحزن ورجع.
(٣) من هنا إلى قوله : «عدّ الدارقطني ، سقط من «ز».
(٤) «معرفة الصحابة» من تصانيف كثيرة لابن مندة ، لا يزال مخطوطا ، منه نسخة في دار الكتب المصرية.
(٥) رواه أبو نعيم الحافظ في كتابه «ذكر أخبار أصبهان» ٢ / ٣٠٦ وسير الأعلام ١٧ / ٣٢ وتاريخ الإسلام ص ٣٢٤ عن أبي نعيم.