واسع ناحية ، فقالوا له : يا أبا بكر ألا تدنو إلى هذا الطعام؟ قال : إنّما يأكل من بكى (١).
أنبأنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل وغيره عن أبي بكر أحمد بن الحسين ، أنا محمّد ابن عبد الله الحافظ ، أخبرني أحمد بن سهل الفقيه ، نا إبراهيم بن (٢) ، نا حرملة ، نا بن وهب ، حدّثني مالك عن يحيى بن سعيد.
أن رجلا صنع طعاما ودعا ناسا فيهم محمّد بن واسع ، وكان فيهم من يقضي ويقرأ القرآن ، فلمّا فرغوا أتوا بالطعام ، فأكل القوم ، وأبي محمّد بن واسع أن يأكل معهم ، فقيل له : ألا تأكل؟ فقال : إنّما يأكل من بكى ، فقيل لمالك سكنهم (٣) بذلك؟ قال : نعم.
[قال :] وأعطى ابن المهلب وناسا معه مالا يقتسمونه فأبى محمّد بن واسع أن يأخذ منه شيئا ، فقال له ابن المهلب : نخشى أن تكون ضعيفا؟ فقال : إنّي والله لا أخشى ذلك على نفسي.
قال : ولقد قسم ابن المهلب طشاشا (٤) من ذهب ، فأخذ كلّ إنسان طستا فقام به ، وقام محمّد بن واسع وترك طستا لم يأخذه.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد الحافظ ـ إملاء ـ أنا أبو طاهر عبد الرّحمن بن عليك بن داب ، أنا أبو حفص بن شاهين ، أنا أبو سعد عبد الرّحمن بن محمّد الإدريسي ، أنا علي بن محمّد بن زيد بن أحمد بن عيسى العلوي الزيدي الكوفي ، نا عبد الله بن عثام الكوفي ، نا عبد الله بن أبي زياد ، نا سيار ، ثنا جعفر بن سليمان قال : سمعت محمّد بن واسع يقول : ما بقي من لذة الدنيا إلّا الصلاة في الجماعة ، ولقى الإخوان.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا [أبو](٥) الحسين بن النقور ، وأبو منصور بن العطّار ، قالا : أنا أبو طاهر المخلص ، أنا أبو محمّد البشكري ، أنا زكريا بن يحيى المنقري (٦) ، نا الأصمعي قال : سمعت سليمان بن المغيرة قال : قال محمّد بن واسع : ما بقي شيء ألذه إلّا الصلاة ولقاء الإخوان.
__________________
(١) زيد بعدها في حلية الأولياء : كأنه يعيب عليهم الطعام بعد البكاء أو مع البكاء.
(٢) الكلمة غير واضحة بالأصل ود : ورسمها : «المعفل».
(٣) رسمها بالأصل : «؟؟؟ كهم» والمثبت عن د.
(٤) كذا بالأصل «طشاشا» واحدها «طش» وهي أعجمية معربة عن طشت ، بالشين ، وهي هي الطست وجمعها طساس وقال الزجاج : طسات.
(٥) زيادة عن د.
(٦) غير واضحة بالأصل ونميل إلى قراءتها : «المقرئ» والمثبت عن د.