فرفع أمره إلى عثمان ، فقال لطلبة الدم : تحلفون بالله خمسين يمينا ، أنّ الأمر ليس كما ذكر ، ونسلّمه إليكم برمّته ، فإن أبيتم حلف خمسين يمينا وأدّى إليكم الدية.
قال : وحدّثني هذا الحديث عاصم بن عمر بن قتادة ، وذكر أن عثمان أبطله.
قال : ونا محمّد بن يحيى ، نا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، نا أبي ، عن صالح ، عن ابن شهاب :
حدّثني رهط من علمائنا أنّ رجلا من جذام يقال له ابن ناشرة كانت تحته بنت فروة بن نفاثة الجذامي ، وكان يدخل عليها رجل من قومه بغير إذن ويؤذيه فيها ، فركب ابن ناشرة إلى معاوية ، وهو أمير الشام ، فاستعداه على ذلك الرجل ، فدعا معاوية ذلك الرجل ، فنهاه ، وتقدم إليه وأوعده ، فلبثوا ما شاء الله أن يلبثوا ، ثم زعم ابن ناشرة أنه وجده مع امرأته يزني ، فضربهما بالسيف ، فقطع رأس المرأة وعضل (١) الرجل ، فوثب الرجل ، فأدركه ابن ناشرة عند رأس السلم قبل أن ينزل ، فعلاه بالسيف حتى قتله ، ثم ركب ابن ناشرة إلى معاوية ، فأخبره فقال معاوية : إنّي لست أغني عنك شيئا ، ولكن الحق بأمير المؤمنين عثمان ، ..... (٢) لك شهادتي ، فلحق ابن ناشرة بعثمان ، فأخبره خبره ، وقدم على عثمان أولياء المرأة وأولياء الرجل ، فقضى أمير المؤمنين عثمان بينهم أن يحلف أولياء المرأة وأولياء الرجل خمسين يمينا قسامة الدم بالله الذي لا إله إلّا هو إنهما لبريئان مما قال لهما ابن ناشرة وما وجدهما على ما قال ، فإن حلفوا اقتادوا (٣) ابن ناشرة ، وإن نكلوا فعلى ابن ناشرة ديتهما.
٧١٨٩ ـ مالك بن الوليد المزّي (٤)
من أصحاب الضحّاك بدمشق ، له ذكر.
أنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنا أبو الحسن السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة قال (٥) :
__________________
(١) عضل عليه : ضيّق ، وعضل به الأمر : اشتد.
(٢) غير واضحة بالأصل.
(٣) أقاد القاتل بالقتيل : قتله به.
(٤) في المختصر : المري.
(٥) الخبر ليس في تاريخ خليفة المطبوع الذي بيدي بتحقيق العمري ، ولا ذكر فيه لمالك بن الوليد المزي أو لثور بن معن.