رأيت مني ، فقلت : والله لقد ساءني ذلك ، فقال : لا يسوؤك ، إنّ ذلك مقام لا يجوز فيه إلّا ما رأيت ، وهاهنا قضاء حقك.
ثم أمر فأخلي لي منزل إلى جانب قصره ، وأقيم فيه جميع ما أحتاج إليه ، وكنت أحضر غداءه وعشاءه (١) ، فأقمت عنده ثلاثة أشهر ، فتبيّن فيّ الملل ، فقال : يا مالك ، أراك متململا ، لعلك قد اشتقت إلى أهلك؟ فقلت : والله يا أمير المؤمنين لقد وعدت إليهم (٢) بسرعة الأوبة ، فقال : يا غلام ، عليّ بعشر بدر ، وعشرة أسفاط من دق (٣) مصر ، وعشر جواري (٤) ، وعشرة غلمان ، وعشرة أفراس (٥) ، وعشرة أبغل.
فلما حضر ذلك بين يديه قال لي : يا مالك ، أرأيت هذا؟ قلت : نعم ، قال : هو لك ، أتراني ملأت يديك عطية وكسوتك مني نعمة؟ فقلت : يا أمير المؤمنين ، وإنّك لذاكر لذاك؟ فقال : وما خير فيمن لا يذكر ما وعد به وينسى ما أوعد به ، والله لم يكن ذلك عن شيء سمعناه ولا خبر رويناه ، ولكن تخلّقت أخلاقا في الصبا ، كنت لا أساري ولا أباري ، ولا هتكت سترا حظره الله عليّ ، وكنت أعرف للأدب حقّه ، وأكرم العالم ، فبهذه الخلال رفع الله درجتي ، وبالصالحين من أهلي ألحقني ، فإن أقمت يا مالك فبالرحب والسعة ، وإن مضيت ففي حفظ الله والدعة.
٧١٧٨ ـ مالك بن عمرو السّاعدي ، ثم العاملي القضاعي
شاعر ، له أبيات يذكر فيها قتله لقاتل أخيه سماك بن عمرو بين ضمير (٦) ودمشق ؛ تقدم ذكر أبياته في ترجمة أخيه سماك.
٧١٧٩ ـ مالك بن عوف بن سعيد ـ ويقال : سعد ـ بن ربيعة بن يربوع بن وائلة (٧)
بن دهمان بن نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن أبو علي النصري (٨)
كان أميرا على المشركين لما قاتلوا النبي صلىاللهعليهوسلم في غزوة حنين ، ثم أسلم ، وكان من
__________________
(١) بالأصل : وعشاؤه.
(٢) كذا بالأصل : وعدت إليهم.
(٣) نوع من الثياب.
(٤) كذا بالأصل.
(٥) أفراس جمع فرس ، للذكر والأنثى. (القاموس).
(٦) ضمير قرية قرب دمشق (معجم البلدان).
(٧) واثلة ضبطت بالمثلثة في نسبه عند أبي ، ولكنها بالمثناة التحتانية عند ابن سعد (راجع الإصابة ٣ / ٣٥٢).
(٨) ترجمته في سيرة ابن هشام (الفهارس) ، ومغازي الواقدي (الفهارس) وأسد الغابة ٤ / ٢٦٦ والإصابة ٣ / ٣٥٢ رقم ٧٦٧٣.