عن ذكر الإمام ، ولا يباح باسمه لأحد ، والصلاة الدعاء للإمام وذكره وطاعته ، والحجّ أن تحجوا الإمام أي يقصدونه ، فإنه ليس في الحجّ إلى الكعبة درك ، ولا في ترك الأكل والشرب للصائم منفعة ، ولا في الركوع والسجود طائل ، فلا ينبغي أن يمنعوا مما يحبّون من طعام أو شراب أو جماع أو غير ذلك في كل حين (١) ولا جناح عليكم فيه ، ويتأول لهم من القرآن قوله تعالى : (لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا إِذا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا) الآية (٢) ، وكان خداش نصرانيا بالكوفة ، ثم أسلم ولحق بخراسان ، وهو الذي يقول فيه الشاعر :
تفرّقت الظّباء على خداش |
|
فما يدري خداش ما يصيد |
قال القاضي (٣) : وقد كان المنصور عند خروج من خرج عليه ونهدوا لمحاربته تمثّل هذا البيت عند إخبار بعض المخبرين له عنهم.
وأما رأي الخرّمية هذا فقد كثر المتدينون به والعاملون عليه من غير أن يعتقدوه دينا لهم ، لكنهم ركبوا المجون والخلاعة ، وانقادوا لداعي نفوسهم الأمّارة بالسوء ، الخدّاعة ، وانهمكوا في الشهوات الخسيسة ، واستثقلوا عبادة الله وطاعته المفضية بهم إلى المراتب النفيسة.
٧١٩٣ ـ مالك بن يخامر (٤) ، ويقال : أخامر الألهاني السكسكي (٥)
قيل إن له صحبة.
روى عن : معاذ بن جبل ، ومعاوية بن أبي سفيان.
وروى عنه : معاوية بن أبي سفيان ، وجبير بن نفير ، ومكحول ، وخالد بن معدان ، وشريح بن عبيد ،.
وهو من أهل حمص ، وشهد خطبة معاوية بدمشق ، وسمع من معاذ بالجابية.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو
__________________
(١) بالأصل : خير ، والمثبت عن الجليس الصالح.
(٢) سورة المائدة ، الآية : ٩٣.
(٣) يعني المعافى بن زكريا الجريري.
(٤) يخامر بتحتانية مثناة ، وقد تبدل همزة بعدها خاء معجمة خفيفة وكسر الميم بعدها مهملة ، كما في الإصابة.
(٥) ترجمته في الإصابة ٣ / ٣٥٨ رقم ٧٧٠١ وتهذيب الكمال ١٧ / ٤١٠ وتهذيب التهذيب ٥ / ٣٦٢ وأسد الغابة ٤ / ٢٨٠ وطبقات ابن سعد ٧ / ٤٤١ والتاريخ الكبير ٧ / ٣٠٤.