فحدّثني من سمع البطّال بخبر مالك بن شبيب وهو بأقرن (١) أن بطريق أقرن أرسل إليه (٢) لصهره بينه وبينه أن يأتيه حتى يكلّمك بكلام لا تحتمله الرسالة ، قال : فخرجت إليه حتى كلّمني من بين شرافتين وهو يحسب أني أمير الجيش ، قال : وفي كم أنت؟ فقلت : في كذا وكذا ألفا ؛ وزدت. فقال : ما أدري ما تقول إلّا أن أصحابك أقل مما قلت ، وبيننا وبينك من الصهر ما قد علمت ، وهذا إليون قد أقبل في نحو من مائة ألف ، وهو يريدك لما بلغه من قلة جيشك ، فما كنت صانعا فاصنعه في يومك هذا ، فإنّي قد أخبرتك الخبر ، فانظر لنفسك ، وها أنا قد أخبرتك الخبر فانظر لنفسك ومن معك ، قال : فما الرأي؟ قال : الرأي أن تأتي إسنادة (٣) فإنها مثغرة مفتوحة ، فتدخل فيها وتشدّ من ثغرها وتقاتلهم من وجه واحد حتى يأتيك سليمان بن هشام بالصائفة ، فقال من عند مالك من قومه : أراد ـ والله ـ العلج أن يلحق بك سماعها وعيبها. فأخذ مالك بقولهم.
فقام عنه البطال ومضى مالك يومه ذلك ومن الغد ، فبينا هو يسير إذ أشرف على أرض رأى فيها سوادا ، فقال : غيضة ، فقال البطّال : كلا ولكن ليون في جيشه ، وما ترى من السواد الرماح وآلة الحرب ، قال : الرأي؟ قال : اليوم ، وقد تركته بالأمس ، قال : الرأي أن تلقاه فتقاتله حتى يحكم الله قال : ولقيناه ، فقاتل مالك ومن معه حتى قتل في جماعة من المسلمين ، والبطّال عصمة لمن [بقى](٤) من (٥) الناس ووال عليهم ، ثم ذكرنا باقي الحديث ، وهو مذكور في ترجمة عبد الله البطال.
٧١٧٤ ـ مالك بن طوق بن مالك بن عتاب بن زافر بن شريح ابن مرّة بن عبد الله
ابن عمرو بن كلثوم بن مالك بن عتاب بن سعد بن زهير بن جشم بن بكر
ابن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى
ابن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار التغلبي (٦)
أحد أجواد العرب وممدحيهم.
__________________
(١) أقرن : لم أعثر عليه في كتب البلدان التي بيدي.
(٢) بالأصل : إليه أرسل ، وفوقهما علامتا تقديم وتأخير.
(٣) موضع ، لم أعثر عليه.
(٤) زيادة عن المختصر.
(٥) بالأصل : «في» وكتب فوقها : من.
(٦) ترجمته في فوات الوفيات ٣ / ٢٣١ ومعجم البلدان ٣ / ٣٤ وجمهرة ابن حزم ص ٣٠٤ والعبر ٢ / ٢٠ والبداية والنهاية (الجزء الحادي عشر : الفهارس) ، وتحفة ذوي الألباب ١ / ٢٨٧.