قال : وأنا أبو نعيم ، نا محمّد بن جعفر ، والحسين بن محمّد ، وعلي بن أحمد ، قالوا : أنا محمّد بن إسماعيل بن أحمد ، نا أبو الفضل صالح بن أحمد ، حدّثني أبي ، نا عبيد الله بن محمّد قال : سمعت شيخا يحدثه قال :
استعمل بعض أمراء البصرة عبد الله بن محمّد بن واسع على الشرطة ، فأتاه محمّد بن واسع فقيل للأمير : محمّد بالباب ، قال : فقال للقوم : ظنوا به ، فقال بعضهم : جاء يشكر الأمير على استعمال (١) ابنه فقال لا ، ولكنه جاء يطلب لابنه الإعفاء ، أو قال العافية ، قال : فأذن له ، فلما دخل قال : أيها الأمير ، بلغني أنك استعملت ابني ، وإنّي أحبّ أن تسترنا سترك الله ، قال : قد أعفيناه يا أبا عبد الله.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النقور ، وأبو (٢) منصور بن العطار ، قالا : أنا أبو طاهر المخلص ، نا عبيد الله السكري ، نا زكريا المنقري (٣) ، نا الأصمعي ، نا حمّاد بن زيد قال :
أتى محمّد بن واسع رجلا في حاجة لرجل فقال له : أتيتك في حاجة رفعتها إلى الله قبلك ، فإن يأذن الله في قضائها قضيتها وكنت محمودا ، وإن لم يأذن في قضائها لم تقضها وكنت معذورا ، قال فقضى حاجته (٤).
أخبرنا أبو القاسم الحسيني ، أنا رشأ المقرئ ، أنا الحسن المصري ، أنا أحمد المالكي ، نا إبراهيم الحربي ، نا أبو نصر ، عن الأصمعي قال (٥) :
لمّا صافّ قتيبة بن مسلم الترك ، وهاله أمرهم سأل عن محمّد بن واسع فقال : انظروا ما يصنع ، قال : هو ذاك في أقصى الميمنة جانح على سية قوسه يبصبص بإصبعه نحو السماء ، فقال قتيبة : تلك الأصبع الفاردة أحب إليّ من مائة ألف سيف شهير وسنان (٦) طرير.
أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي ، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمر ،
__________________
(١) بالأصل ود : «استعمل ابنه» والمثبت عن المختصر.
(٢) تحرفت بالأصل إلى : «وابن» والمثبت عن د.
(٣) في د : المقرئ.
(٤) بالأصل : «قال : حاجته فقضى» والمثبت عن د.
(٥) الخبر في سير أعلام النبلاء ٦ / ١٢١.
(٦) كذا بالأصل ود ، وفي سير الأعلام : وشاب طرير.