كنا مع محمّد بن واسع في جنازة فأسرعوا بها المشي ، فانتهينا إلى الجبّان ، ولم يتلاحق الناس فانتظروا بها حتى تلاحقوا قال : فصلينا عليها ثم [انتهينا](١) إلى القبر فوضعت ، وجئت فقعدت إلى جنب محمّد بن واسع فسمعته يقول لرجل إلى جنبه : كل يوم ينقل منا إلى المقابر نقلة ، وكأنك بهذا الأمر قد عم آخرنا حتى نلحق بأولنا.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا أبو محمّد بن يوة ، أنا أبو الحسن اللنباني (٢) ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثني محمّد بن الحسين ، نا الهيثم بن عبيد الصيد قال : سمعت أبي يقول :
قعدت إلى محمّد بن واسع في المسجد وهو يتحدث مع أصحابه فذكر رجل منهم الموت فتغير لونه واصفرّ حتى ارفضّ عرقا ودمعت عيناه ، فقام.
قال : ونا محمّد بن الحسين ، نا بشر بن عمر ، نا مهدي قال :
كنا نجلس إلى محمّد فيحدّثنا ونحدثه ويكثر إلينا ونكثر إليه ، فإذا ذكروا (٣) الموت تغير لونه واصفر ، وأنكرناه وكأنه ليس بالذي كان.
أخبرنا أبو القاسم النسيب ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، نا أحمد بن مروان ، نا يوسف بن عبد الله الحلواني ، نا مسلم بن إبراهيم ، عن الحسن بن أبي جعفر قال :
كان محمّد بن واسع يمرّ على رباع أخواله بعد موتهم فيناديهم : يا فلان ، أنا فلان ، ثم يرجع إلى نفسه فيقول (٤) : ماتوا [و] الله ومادوا وإن نعلا فقدت أختها السريعة اللحاق بصاحبتها.
أخبرنا أبو بكر اللفتواني ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا أبو محمّد بن يوة ، أنا أبو الحسن اللنباني (٥) وابن أبي الدنيا ، حدّثني محمّد بن الحسين ، نا يحيى بن بسطام ، حدّثني محمّد بن مروان ، عن عطاء الأزرق ، عن محمّد بن واسع أنه حضر جنازة ، فلما رجع إلى أهله أتي بغدائه فبكى وقال : هذا يوم منغص علينا نهاره ، وأبى أن يطعم.
__________________
(١) بياض بالأصل ، واستدركت اللفظة عن د.
(٢) رسمها بالأصل : «اللساني» وفي د : «اللباني».
(٣) في د : ذكر الموت.
(٤) عن د ، وبالأصل : فيقولون.
(٥) اضطرب إعجامها بالأصل ود.